الصرف الصحي في حي الجامع النووي في الرقة: أزمة تؤرق السكان وتهدد صحتهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يواجه حي الجامع النووي في وسط مدينة الرقة أزمة متفاقمة تتعلق بشبكة الصرف الصحي، ما يسبب معاناة كبيرة لسكان الحي ويثير قلقهم بشأن الصحة العامة. تتكرر انسدادات شبكة الصرف الصحي بشكل دوري، مما يؤدي إلى تراكم المياه القذرة وانبعاث روائح كريهة تفوح في أجواء الحي، إضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض التي تشكل خطراً صحياً كبيراً على السكان.

يقول محمد العسكر، أحد سكان الحي، في تصريح خاص لـ«سوريا 24»: “رائحة الصرف الصحي أصبحت مستمرة وتسبب لنا ضيقاً نفسياً وصحياً، خصوصاً أن الأطفال يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي بسبب هذه الروائح الكريهة.” كما أضاف أن الأطفال والكبار باتوا يخشون اللعب والخروج في أرجاء الحي بسبب انتشار الذباب والناموس والصراصير والقاذورات التي تتكاثر في مياه الصرف المتراكمة.

وأشارت ليلى الحسن، وهي سيدة من سكان الحي، إلى أن “المشكلة ليست جديدة، لكنها تفاقمت في الآونة الأخيرة بسبب إهمال صيانة شبكة الصرف الصحي. الانسدادات تحدث باستمرار، ويبدو أن الفرق المسؤولة لا تقوم بتنظيف الشبكة بشكل منتظم، لذا نطالب الجهات المعنية بالتدخل السريع لحل هذه الأزمة قبل أن تتدهور الصحة العامة أكثر.”

فيما يؤكد سامي عبد الله، أحد شباب الحي، خطورة انتشار القوارض بسبب مياه الصرف المتراكمة، قائلاً: “القمامة والروائح تجذب القوارض والفئران التي تنتشر في كل مكان، وهذا يهدد سلامة أهل الحي، وخاصة كبار السن والأطفال. نحن نريد حلولاً جذرية، لا ترقيعات مؤقتة.”

من جهته، أكد مصدر مسؤول في بلدية الرقة في تصريح خاص لـ«سوريا 24»: “البلدية على علم تام بالمشكلة التي يعاني منها حي الجامع النووي، وتم تخصيص فرق صيانة تعمل بشكل دوري على تنظيف شبكات الصرف وإزالة الانسدادات في المناطق المختلفة من الحي. كما تم وضع خطة لإعادة تأهيل البنية التحتية للصرف الصحي في المستقبل القريب.” وأضاف أن “الأزمة، بالرغم من الجهود المبذولة، بحاجة إلى تعاون سكان الحي في الحفاظ على الشبكة وعدم إلقاء المواد التي قد تسبب الانسدادات.”

ويطالب سكان حي الجامع النووي الجهات المسؤولة بسرعة إيجاد حلول عملية لتطوير شبكة الصرف الصحي وتنظيفها بانتظام، إلى جانب حملات توعية للسكان لعدم رمي النفايات في أماكن غير مخصصة. كما يشددون على أهمية تقديم الدعم الفني والمالي للمشروع الذي من شأنه تحسين أوضاع الصحة العامة في الحي والحد من انتشار الأمراض المرتبطة بوسائل الصرف السيئة.

إن مشكلة الصرف الصحي في حي الجامع النووي لا تقتصر على كونها أزمة بيئية فقط، بل تتعدى ذلك إلى تهديد مباشر للصحة العامة، وتؤثر بشكل سلبي في جودة حياة السكان في المنطقة. من هنا، يتعين على الجهات المختصة الصراحة والشفافية في التعامل مع هذه الأزمة، والعمل مع المجتمع المحلي لتبني حلول مستدامة تحفظ صحة وسلامة الجميع.

مقالات ذات صلة