القامشلي: أسعار الجبنة مرتفعة والتموين الشتوي يصبح حلماً

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

ارتفعت أسعار الجبنة في أسواق القامشلي إلى مستويات غير مسبوقة، ما أثار استياء الأهالي الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن شراء كميات التموين المعتادة مع اقتراب فصل الشتاء. وترافقت موجة الغلاء مع تراجع واضح في جودة المنتج وانتشار ظاهرة الغش، لتتحول الجبنة — التي كانت جزءاً أساسياً من المائدة السورية — إلى عبء يرهق ميزانيات الأسر محدودة الدخل.

عبّر عبد الله، أحد سكان مدينة القامشلي، في حديثه لمنصة سوريا 24 عن استيائه من الارتفاع الكبير في أسعار الجبنة، قائلاً إن سعر الكيلوغرام تجاوز 55 ألف ليرة سورية، في حين يُباع أرخص نوع بنحو 40 ألف ليرة. وأضاف أن “الجبنة لم تعد كما كانت، فحتى الأنواع التي تُعرض على أنها جبنة غنم تُخلط بحليب البقر وتُباع بالسعر ذاته، كما أن جبنة البقر نفسها لم تسلم من الغش، مما جعلنا لا نعرف ما نأكل فعلياً”.

وأشار عبد الله إلى أن الكثير من العائلات تخلّت عن عادة تخزين الجبنة للشتاء بسبب الأسعار الباهظة، قائلاً: “التموين الذي كنا نقوم به كل عام أصبح من الماضي، فأطفالنا هذا العام قد يُحرمون من الجبنة التي كانت من أساسيات طعامهم”. واستذكر بأسى الأيام التي كان فيها سعر الكيلو لا يتجاوز 15 ألف ليرة، مضيفاً: “كنا نشتري الجبنة بجودة ممتازة وبأسعار مقبولة، أما اليوم فلا السعر مقبول ولا النوعية كما كانت”.

من جانبه، أوضح أبو أحمد في حديثه لـسوريا 24 أن الوضع الاقتصادي المتدهور جعل الأسر تشتري حاجتها اليومية فقط، قائلاً: “كنا في السابق نشتري 20 أو 30 كيلوغراماً من الجبنة للتموين الشتوي، أما الآن فنكتفي بكيلو أو اثنين بالكاد تكفي لأيام قليلة”. وأضاف: “كيف يمكننا التموين ورواتبنا لا تتجاوز المليونين ليرة؟ كيلو الجبنة أصبح يساوي جزءاً كبيراً من الراتب، وحتى الأنواع الأرخص تفتقر إلى الجودة وغالباً ما تكون مغشوشة”.

ولفت أبو أحمد إلى أن “الجبنة تحولت من مادة غذائية أساسية إلى سلعة تُحسب بالقطعة، فالأسرة اليوم تفكر مراراً قبل شرائها، وتكتفي بكمية صغيرة لفطور الصباح للأطفال قبل المدرسة أو للموظفين قبل العمل”، مؤكداً أن “الظروف المعيشية باتت قاسية إلى حد لا يُطاق، والله وحده يعلم كيف ستقضي الناس فصل الشتاء بهذا الغلاء”.

وبين غلاء الأسعار وتراجع الجودة، تقف العائلات في القامشلي أمام واقع اقتصادي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم، فيما تتلاشى مظاهر “التموين الشتوي” التي كانت جزءاً من العادات الريفية الأصيلة. الجبنة — رمز البساطة والوفرة سابقاً — باتت اليوم عنواناً لمعاناة تمتد من مائدة الفطور إلى عمق الأزمة المعيشية التي تثقل كاهل السوريين.

مقالات ذات صلة