شهدت جميع مدارس بلدة تلدرة، في ريف حماة، حملة واسعة لتزيين جدرانها برسومات وجداريات فنية، ضمن مبادرة أهلية نفّذت بالشراكة بين مؤسسة الآغا خان، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومبادرة “نحنا أهل”، والتجمع الشبابي في البلدة.
وتهدف الحملة إلى إضفاء طابع جمالي وثقافي على البيئة المدرسية، وتعزيز مشاركة الطلاب والشباب في العمل الجماعي الإبداعي، في استكمال لمرحلة أولى حقّقت نجاحاً واسعاً وسط ترحيب مجتمعي كبير.
تعاون مؤسسي لدعم الفن والتعليم
وقال الحر عليا، المسؤول في مبادرة “نحنا أهل” في حديث لمنصة سوريا 24، إن المشروع “الفنّي والثقافي المميز” شمل رسم جداريات على جدران جميع المدارس في البلدة، بعد أن بدأت الخطوة الأولى بطلاء الجدران لإعدادها للاستقبال البصري الجديد.
مشاركة شبابية واسعة وإشادة مجتمعية
وشارك في تنفيذ الجداريات مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين من أبناء تلدرة، الذين قدّموا جهداً جماعياً انعكس بوضوح على جودة النتائج النهائية.
ولاقى المشروع ترحيباً واسعاً من الأهالي، الذين اعتبروه خطوة فاعلة في “تجميل البيئة المدرسية وتحفيز الطلبة على التفاعل الإيجابي مع محيطهم”، وفق ما أفاد به الحر عليا.
مبادرة للاستثمار في الإنسان
أكد الحر عليا أن مبادرة “نحنا أهل” انطلقت مباشرة بعد سقوط النظام، كجزء من الجهود المدنية للاستجابة لاحتياجات المجتمع المحلي.
وتسعى المبادرة اليوم إلى “الاستثمار في العلم والتعليم” من خلال دعم طلاب الجامعات المحتاجين، كما تعمل على دعم القطاع الصحي والخدمي في البلدة عبر تأمين مساعدات إسعافية أو دوائية للحالات المستعصية أو المحتاجة.
رسالة تضامن ووعي جماعي
وفي تعليقٍ على المبادرة، قالت الناشطة المجتمعية نجوى عياش في حديث لمنصة سوريا 24: “رغم محدودية إمكانياتها، تعكس المبادرات الأهلية روح التكافل والتعاون المجتمعي، وتحمل رسالة قوية مفادها أننا مجتمع واحد قادر على التغيير، وقد تكون الخطوات بسيطة، لكن أثرها كبير في رسم صورة إيجابية عن الوعي والمسؤولية الجماعية”.
شكر للداعمين والعاملين الميدانيين
وأعرب القائمون على المشروع عن شكرهم للجهات الداعمة وللفريق الميداني الذي يعمل على الأرض، مؤكدين أن “العمل الإنساني الملموس هو ما يساعد فعلاً في بناء النسيج الاجتماعي وتمكين المجتمعات من صنع مستقبلها”.