“الخطوط الحديدية السورية” تواصل صيانة منظومة القطارات في حلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - شهم أرفاد

أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية مواصلتها العمل على إعادة تأهيل منظومة القطارات التي استلمتها عقب سقوط نظام الأسد،  مشيرة إلى أن ما تم استلامه كان عبارة عن قاطرات وعربات وشاحنات متهالكة، تعرّضت للتخريب والنهب المنهجي خلال سنوات النظام البائد.

وأكد المهندس عماد عمر زكريا، رئيس قسم الصيانة في مستودع الدوراني بمدينة حلب، أن المؤسسة، ورغم الإمكانيات المحدودة، نجحت بفضل الكوادر والخبرات الوطنية في تسريع عمليات الصيانة، وقال لمنصة سوريا 24 إنّ ورشات العمل تسابق الزمن لإعادة هذه القاطرات إلى الخدمة في أقرب وقت.

وأضاف أنه تم مؤخرًا إجراء تجربة تشغيلية لقطار “ترين سيت” من حلب إلى دمشق مرورًا بمدينة المعارض، وكانت التجربة ناجحة إلى حدٍّ كبير، ما شجّع على المضي قدمًا في استكمال أعمال الصيانة الشاملة للقاطرات المتبقية بهدف تشغيلها لصالح أهالي المحافظات السورية.

من جانبه، أوضح المساعد الفني بدر الدين زمار، رئيس قسم الميكانيك ومسؤول أمان سير القطار في مركز مجموعات “ترين سيت”، أن المنظومة تتكوّن من قسمين أساسيين: سفلي وعلوي. يشمل القسم السفلي مكونات حساسة تتعلق بنظام الحركة والألجمة والمحركات الرئيسية ومحركات الجر وتوليد الطاقة، وهي جميعها ضرورية لتشغيل القطار.

وفيما يتعلق بالتحديات، أوضح زمار لمنصة سوريا 24 أنّ المؤسسة تواجه صعوبات كبيرة في تأمين القطع التبديلية نتيجة الحصار المفروض سابقًا على سوريا، إذ كانت القطع محظورة بالكامل، ما أجبر الفنيين على تفكيك المحركات وإرسالها إلى الأسواق المحلية من أجل الخراطة وإعادة الترميم ثم تجميعها داخل ورشات المؤسسة، مؤكدًا أن ذلك يتم بخبرات محدودة نتيجة النقص الكبير في الكوادر الفنية المتخصصة، مما يستدعي دعمًا عاجلًا لتعزيز الموارد البشرية ورفع كفاءة العمال المتبقين.

أما القسم العلوي، بحسب زمار، فيتضمن أبواب الصعود والغرف الداخلية وأنظمة التكييف، مشيراً إلى  أن المؤسسة واجهت تحديات كبيرة في صيانة أبواب الصعود التي تعتمد على نظام كهروهوائي حديث، يجمع بين الكهرباء والضغط الهوائي، ويشبه إلى حد بعيد أنظمة السيارات الحديثة.

وأضاف أن التكييف الداخلي تم إصلاحه بخبرات محلية وحقق نتائج ممتازة، إلا أن الحفاظ على أدائه مرهون بتأمين قطع الغيار اللازمة بشكل منتظم، وهو ما يزال تحديًا قائمًا.

كما أشار زمار إلى قضية تتكرر عند تشغيل القطارات بين المحافظات، وهي رمي الحجارة على العربات أثناء مرورها، ما يؤدي إلى أضرار في الزجاج (البلور) والنوافذ، داعيًا الأهالي عبر منصة “سوريا 24” إلى توعية الأطفال وتغيير طريقة استقبال القطارات، بحيث تُستقبل بالتصفيق والفرح، لا بالاعتداء عليها، مؤكدًا أن القطار ملك عام يعود للشعب السوري بأكمله، ومن الضروري الحفاظ عليه بدلًا من الإضرار به.

وختم زمار تصريحه بالإشارة إلى أن العمل لا يقتصر على قطار واحد، بل يشمل تجهيز مجموعات متكاملة لضمان تسيير القطارات في الاتجاهين، ذهابًا وإيابًا، موضحًا أن المؤسسة قطعت شوطًا كبيرًا في هذا المجال، وأن المرحلة الحالية تُعد “جيدة جدًا” من حيث الجاهزية الفنية، رغم كل الظروف الصعبة.

مقالات ذات صلة