شارع الثلاثين بلا خدمات..شريان الحجر الأسود وبوابة اليرموك نحو دمشق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - منيرة بالوش

يُعَدّ شارع الثلاثين أحد أبرز الشرايين الحيوية في جنوب دمشق، حيث يشكّل محور الربط بين مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود وصولًا إلى قلب العاصمة. إلا أنّ الشارع، الذي كان يومًا ما يعجّ بالحركة التجارية والحياة اليومية، ما يزال اليوم يواجه تحديات كبيرة تعيق عودة السكان واستعادة النشاط العمراني فيه.

أضرار جسيمة وبنية تحتية منهكة

يشير عمر أيوب، عضو لجنة الحي، في حديثه إلى سوريا 24 إلى أنّ المنطقة، وخاصة الواجهة المطلة على شارع الثلاثين، تكبّدت أضرارًا بالغة خلال السنوات الماضية، ما جعل الكثير من المنازل في حالة تصدّع أو انهيار جزئي. ومع ذلك، فإنّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الأبنية المتضررة، بل في غياب الخدمات الأساسية التي تشكّل أساس الحياة اليومية للسكان.

فشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء ما تزال بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة، إضافة إلى ضرورة تحسين الطرق وتنظيم حركة المواصلات العامة  لضمان سهولة التنقل داخل الحي.

ويؤكد أيوب أنّه “في حال تمّت معالجة البنية التحتية، ستُحلّ نسبة كبيرة من المشكلات، وسيتمكّن عدد كبير من الأهالي من العودة والبدء بترميم منازلهم”، مضيفًا أنّ هناك شريحة أخرى من السكان تحتاج إلى دعم مالي أو برامج ترميم خاصة نظرًا لحجم الضرر المادي الذي لحق بمنازلهم.

مياه من 12 بئرًا… ولكن!

تغذّي المنطقة اليوم مجموعة من اثني عشر بئرًا تقع على الجهة الغربية من شارع الثلاثين، وهي المصدر الأساسي للمياه في المخيم والمناطق المجاورة. إلا أنّ هذه الآبار، بحسب عضو اللجنة، لم تخضع بعد لعمليات صيانة أو إعادة تأهيل منذ سنوات، ما يجعلها تعمل بقدرة محدودة.

ويضيف أيوب أنّ تهالك الشبكة المائية يشكّل خطرًا مضاعفًا: فبعض الأعطال تكون ظاهرة للعيان، في حين أنّ أخرى مخفية تحت الأبنية أو داخل التربة، ما يهدد بحدوث تسربات خطيرة أو تلوث مياه الشرب نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي، فضلًا عن إمكانية تضرر الأساسات في بعض الأبنية بسبب التسربات غير المرئية.

أصوات من الأهالي: “نحن جاهزون للعودة، لكن الخدمات أولاً”

يقول يوسف، أحد سكان شارع الثلاثين القدامى، إنّ الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر فرصة العودة إلى بيوتهم، لكن غياب الخدمات ما زال العائق الأكبر أمامهم.

ويضيف:”بيتي جاهز بنسبة كبيرة، وأنا مستعد أرجع اليوم قبل بكرة، بس ما في ميّ ولا كهربا ولا صرف. إذا تأمنت الخدمات، الناس كلها بترجع، الشارع بيرجع يعيش من جديد.”

ويشير يوسف إلى أنّ كثيرًا من الجيران زاروا منازلهم خلال الأشهر الماضية، لكنهم لم يتمكنوا من البقاء بسبب انعدام المقومات الأساسية للحياة اليومية، مؤكدًا أنّ “الموضوع مو بس ترميم بيت، هو ترميم حياة كاملة”.

خطة تأهيل قيد الدراسة

من جهة أخرى، هناك خطة مبدئية قيد التحضير تهدف إلى إزالة الردميات (الأنقاض) من الشارع، تليها عملية قشط وتمهيد للطريق استعدادًا لإعادة تأهيله بالكامل. كما تتضمن الخطة تمديد شبكة إنارة خارجية جديدة لإعادة الأمان والحياة الليلية إلى المنطقة.

يرى أيوب أنّ تنفيذ هذه الخطة سيكون خطوة محورية لإحياء شارع الثلاثين وإعادة دوره كصلة وصل رئيسية بين الحجر الأسود واليرموك ودمشق، مشددًا على أنّ “عودة الخدمات هي المفتاح الأول لعودة الناس، وبدونها ستبقى البيوت فارغة مهما كانت نية السكان للعودة قوية”.

شارع الثلاثين اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، بين واقع مثقل بالأضرار وآمال معلّقة على مشاريع إعادة التأهيل.

فبين أنقاض الحرب وبدايات الحياة، يبقى هذا الشارع رمزًا لصمود الناس وإصرارهم على استعادة مدينتهم وذاكرتهم، فيما ينتظر سكانه أن تتحول الوعود إلى خطوات ملموسة تُعيد الحياة إلى هذا الشريان الحيوي من جنوب دمشق.

مقالات ذات صلة