أعلنت زينة سلاح، صاحبة فكرة حملة “صفر خيمة”، أن هذه المبادرة الإنسانية الشعبية انطلقت بالتعاون مع منظمتي Smile Younited وSyria Charity، بهدف دعم العائلات السورية الأكثر تضررًا من الحرب، خصوصًا الأسر التي تضم أيتامًا، وكبار سن، وأصحاب إصابات حربية، وأمراضًا مزمنة.
وقالت زينة، في حديثها لـ سوريا 24، إن فكرة الحملة بدأت بمنشور بسيط على فيسبوك، بعد أيام من ما وصفته بـ”التحرير” وانتصار الثورة، موضحة: أنّ “مكتسبات الثورة لم تتحقق بالكامل، لأن أهلنا ما زالوا في المخيمات، ولم يتغير شيء من واقعهم”.
وبحسب زينة فإنّ “هدف الحملة هو: توجيه المغتربين السوريين وغير السوريين للمساهمة في ترميم منازل العائلات داخل المخيمات، ثم الانتقال لاحقًا إلى بناء منازل جديدة. نعمل بكل جهد لإعادة الأمل والأمان للعائلات السورية التي أنهكتها سنوات الحرب”.
وانطلقت الحملة من مدينة رين الفرنسية، التي تضم جالية سورية كبيرة يتجاوز عددها ألفي شخص. واعتمد الفريق في جمع التبرعات على روابط الجمعيتين الداعمتين، إضافة إلى أرباح المعرض الفلكلوري الخيري، وبيع رسومات أطفال جُلبت من المخيمات، إلى جانب مساهمات فردية لتغطية فواتير ترميم منازل لعائلات نازحة.
وبسبب ارتفاع تكلفة البناء، بدأت الحملة بعمليات ترميم تدريجية للمنازل بدلًا من البناء الكامل، بهدف تحقيق أكبر استفادة ممكنة من التبرعات.
وفي الشهر الرابع من العام الجاري، أطلقت الحملة أولى فعالياتها من خلال بازار خيري فلكلوري، شارك فيه أطفال وأمهات من المدينة والمدن المجاورة. وتضمّن البازار عروضًا فنية وثقافية من ثقافات متعددة، إلى جانب أنشطة ترفيهية مثل الرسم على الوجه والحنة، خُصّصت أرباحها بالكامل لدعم الحملة.
وأسفرت جهود هذه المرحلة عن ترميم 76 منزلًا، إلى جانب تمكين إحدى العائلات من العودة إلى منزلها، بفضل التبرعات التي جُمعت في بازار رين، وحفلة باريس الخيرية التي أقامتها جمعية “سمايل يونايتد”، وكذلك عبر روابط التبرع الخاصة بالجمعيتين.
وخلال حفل خيري استمر يومين، تمكنت الحملة من تغطية فواتير ترميم 9 منازل إضافية، وسط تفاعل كبير من الجالية السورية، إلى جانب مشاركة فعالة من الجاليتين العربية والتركية في المدينة.
وذكرت زينة أن حجم التبرعات التي جُمعت حتى الآن بلغ نحو 13 ألف يورو، مشيرة إلى أن الحملة ما زالت مستمرة، والتبرعات متاحة عبر رابط إلكتروني مباشر. وأكدت أن التفاعل المتزايد أعطى الحملة دفعة قوية للاستمرار، خاصة مع تنامي الإقبال من مختلف مكونات الجاليات العربية.
وفي ختام حديثها، قالت زينة سلاح: إنّ حملة ‘صفر خيمة’ مستمرة في استقبال التبرعات والمساهمات الإنسانية، مؤمنة بأنها تمنح أملًا جديدًا لعائلات المخيمات في العودة إلى منازلهم، معبرة عن إيمانها بدور المغترب السوري الأساسي في دعم المخيمات المنسية، داعية إلى عودة المنظمات الإنسانية إلى هذه المناطق، التي لا يزال يسكنها أكثر من مليون إنسان
من جهته، قال محمد العلاوي، متطوع في الحملة: “بدأ التفاعل من الجالية السورية، ثم توسّع ليشمل الجاليتين العربية والتركية، مع دعم من جمعيات وكنائس فرنسية”.
أما عائشة محمد، وهي جزائرية مقيمة في فرنسا، فقالت لمنصة سوريا 24: “الوضع في دمشق يتطلب منا المساهمة في نصرة إخوتنا بعد رحيل الديكتاتور”.
وتعكس حملة “صفر خيمة” روح التضامن التي لا تزال تنبض في قلوب السوريين داخل الوطن وخارجه، حيث استطاعت جهود تطوعية ومبادرات فردية أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المئات. ومع استمرار الدعم، يبقى الأمل قائمًا بأن تتحول الخيام إلى منازل دافئة، يعيش فيها الناس بكرامة وأمان.