الرقة: تجفيف المحاصيل على الطرقات يحوّلها إلى خطر مروري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

تتزايد في ريف الرقة خلال الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام الطرقات المعبدة بالأسفلت لتجفيف المحاصيل الزراعية، ولا سيما الذرة الصفراء والجبس البذري، التي تحتاج إلى التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة. هذه الممارسة، التي تفاقمت منذ اندلاع الأزمة السورية وتوقّف معظم المنشآت الحكومية، وفي مقدمتها مجفف الذرة الصفراء، أثّرت بشكل مباشر على حركة المرور والسلامة المرورية في المنطقة.

قبل عام 2011، كانت منشآت حكومية متخصصة تتولى تجفيف المحاصيل الزراعية، مما حدّ من لجوء الفلاحين إلى الطرق العامة. لكن بعد توقف هذه المنشآت، وجد المزارعون أنفسهم مضطرين لاستخدام الطرقات كمساحات مفتوحة لتجفيف محاصيلهم، في ظل غياب بدائل مناسبة أو دعم من الجهات المعنية.

ويواجه السكان وسائقو السيارات صعوبات كبيرة جراء هذا الواقع، إذ سُجلت خلال الأعوام الماضية عدة حوادث سير بسبب انتشار المحاصيل على الطرق، ما يقلل من المساحات المتاحة للقيادة ويتسبب بانزلاق المركبات، خاصة في ساعات الليل أو أثناء هطول الأمطار.

وقال عبد الرحمن الحسن، وهو مزارع من قرية ميسلون بريف الرقة الشمالي، في تصريح خاص لـ”سوريا 24″: “المشكلة كبيرة بالنسبة لنا كمزارعين، فلا نجد مكانًا آخر لتجفيف الذرة أو الجبس البذري. الطرقات هي المساحة الوحيدة المتاحة، وندرك أنها تسبب إزعاجًا وخطرًا للناس، لكننا بلا بديل حقيقي.”

من جهته، حذّر السائق سامي الجاسم من خطورة الوضع على مستخدمي الطرق قائلاً: “التصاق المحاصيل بالإسفلت يسبب انزلاق السيارات ويضعف الرؤية أحيانًا. شاهدت حوادث كثيرة بسبب ذلك، والسلطات لم تتخذ إجراءات فعالة حتى الآن.”

وأضاف الجاسم: “كثير من المزارعين يضعون الحجارة حول المحاصيل لحمايتها من مرور السيارات، لكن السائقين يفاجأون بها ليلًا، ما يؤدي إلى حوادث خطيرة.”

ويطالب سكان الرقة وريفها بتفعيل مجفف الذرة الصفراء أو إنشاء مناطق مخصصة لتجفيف المحاصيل، مع تقديم دعم فني ولوجستي للمزارعين، وتنظيم استخدام الطرقات بما يضمن سلامة الجميع.

ويبقى التحدي الأكبر في تحقيق توازن بين حاجة الفلاحين لتجفيف محاصيلهم والحفاظ على سلامة المرور. فالحل الأمثل يتطلب تعاونًا جادًا بين السلطات المحلية والمجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة ومنتجة تحفظ حقوق جميع الأطراف.

مقالات ذات صلة