في خطوة جديدة ضمن جهود تفريغ المخيمات وتنظيم عودة النازحين، غادرت 85 عائلة نازحة مخيم العريشة بريف الحسكة الجنوبي، متجهة إلى مدنها وبلداتها الأصلية في محافظة دير الزور، وذلك في إطار برنامج العودة الطوعية الذي تنفذه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتنسيق مع الجهات المحلية.
وأفاد مراسل سوريا 24 في الحسكة بأن عملية العودة جرت على دفعتين، حيث نُقلت العائلات بواسطة حافلات مخصصة، رافقتها فرق ميدانية من المفوضية والهلال الأحمر، لضمان انتقال آمن وتوثيق بيانات العائدين.
وأوضح أحد العاملين في شؤون المخيمات، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن الدفعة الأخيرة هي الأكبر منذ منتصف العام الجاري، وتشمل نازحين من مناطق الميادين والبوكمال والريف الشرقي لدير الزور، ممن فضلوا العودة رغم استمرار صعوبات المعيشة ونقص الخدمات في مناطقهم الأصلية.
وأضاف المصدر أن “معظم الأسر قررت المغادرة بسبب تدهور الأوضاع داخل المخيم خلال الأشهر الأخيرة، بعد تقلص الدعم الإغاثي وتوقف بعض البرامج الإنسانية، ما جعل البقاء خيارًا مرهقًا وغير مجد”.
وقال أبو خالد، أحد العائدين إلى دير الزور، في حديث خاص لـ سوريا 24: “حياتنا في المخيم كانت قاسية بكل معنى الكلمة، الحر والغبار في الصيف، والبرد في الشتاء، ولا ماء كاف ولا كهرباء، صحيح أننا نعود إلى بيوت مدمرة، لكن العودة رغم الخراب أفضل من انتظار المجهول، نريد أن نبدأ من جديد، حتى لو من تحت الركام”.
ومع مغادرة هذه الدفعة الجديدة، تتجدد آمال آلاف الأسر النازحة بإنهاء سنوات النزوح الطويلة، فيما تبقى التحديات الميدانية — من غياب الخدمات الأساسية إلى محدودية فرص العمل — العامل الحاسم في نجاح أو فشل هذه العودة.
وتستضيف المخيمات الموجودة في محافظة الحسكة آلاف النازحين السوريين، إلى جانب عدد كبير من اللاجئين العراقيين، وما يزيد على ستة آلاف شخص من نحو 45 جنسية أجنبية، بينهم نساء وأطفال.