مع اقتراب فصل الشتاء، تتصاعد شكاوى أصحاب المحلات والورش في المنطقة الصناعية بالرقة من تدهور حالة الطرق وغياب أي حلول ملموسة من الجهات المعنية، في ظل استمرار الوعود دون تنفيذ. هذا الوضع، كما يقول الأهالي، بات يهدد استمرارية أعمالهم ويعيق الحركة الاقتصادية داخل المنطقة التي تُعد شريانًا صناعيًا مهمًا للمدينة.
في هذا السياق، أوضح سامر الناشف، صاحب محل لبيع الآليات، لـ”سوريا 24″ أن المشكلة تتكرر سنويًا دون أي تغيير يُذكر، قائلًا: “كل شتاء نواجه نفس المعاناة، حيث تتجمع المياه في الحفر والطرقات الوعرة، ويصبح الوصول إلى محلاتنا أمرًا صعبًا للغاية. نحن بحاجة إلى تدخل سريع وجذري لتحسين الطرق قبل أن تتفاقم الأضرار”.
ومن جانبه، أشار عدي العيد، صاحب محل مواد كهربائية، في حديثه لـ”سوريا 24″ إلى أن الأمطار تزيد الوضع سوءًا كل عام، مضيفًا: “تغمر المياه كامل المنطقة وتحولها إلى مستنقعات طينية، مما يؤدي إلى انزلاق المركبات وتأخير وصول الشحنات، وهذا ينعكس سلبًا على أعمالنا وعلى رضا عملائنا”.
بدوره، أكد حسان اللجي، صاحب ورشة صناعية، في تصريح لـ”سوريا 24″ أن المشكلة لم تعد تحتمل الانتظار، قائلًا: “كل عام يتدهور الوضع أكثر بسبب غياب الصيانة الدورية. نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة للطرقات حتى نتمكن من العمل بشكل طبيعي دون عراقيل”.
وفي السياق ذاته، عبّر عمار الحسين، صاحب محل لبيع قطع السيارات، عن استيائه من الوعود المتكررة التي لم تُترجم إلى أفعال حقيقية، وقال لـ”سوريا 24″: “صيفًا نعاني من الغبار والمطبات، وشتاءً تتحول المنطقة إلى مستنقعات من الطين والمياه. منذ تحرير الرقة لم يُعبّد أي شارع داخل المنطقة الصناعية، وكل ما يتم هو تسوية سطحية مؤقتة لا تصمد طويلًا”.
وعلى الرغم من المطالب المتكررة، لا تزال الجهات المعنية تكتفي بعمليات صيانة شكلية، في حين تتزايد معاناة أصحاب المحلات عامًا بعد عام. ويؤكد السكان أن استمرار تردي الطرق يهدد بتراجع النشاط الصناعي والتجاري، ويُلحق خسائر مادية بأصحاب الورش والمحال، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لوضع خطة صيانة دورية ومستدامة تضمن بيئة عمل آمنة ومناسبة.
يُذكر أن “سوريا 24” كانت قد تناولت في تقرير سابق منذ أشهر، الوضع الخدمي في المنطقة الصناعية بشكل عام، مسلطة الضوء على مشاكل النظافة وتردي البنية التحتية، حيث أشار التقرير حينها إلى معاناة أصحاب المحلات من ضعف الخدمات الأساسية دون أي استجابة فعلية من الجهات المسؤولة، لتتكرر اليوم الشكاوى ذاتها مع اقتراب موسم الأمطار من جديد.