نظّم عددٌ من أبناء حي جوبر الدمشقي اليوم وقفةً احتجاجية للمطالبة بإصدار مخططٍ تنظيمي واضح وبدء أعمال إعادة الإعمار، بعد أكثر من اثني عشر عامًا على تهجير سكان الحي الذي كان من أكثر مناطق العاصمة تضررًا خلال الحرب.
وقال عامر زيدان، أحد أبناء الحي المشاركين في الوقفة، إن الأهالي “ينادون منذ سنوات بحقهم في العودة إلى بيوتهم، لكن لا توجد حتى الآن خطة واضحة من الجهات الرسمية”. وأضاف: “حي جوبر قدّم آلاف الشهداء، وكان في طليعة من صمدوا رغم الحصار والقصف، لكن بعد كل هذه التضحيات ما زلنا نشعر أن الحي مُهمَّش. لم تُطرح أي رؤية جديّة لإعادة الحياة إليه، رغم الزيارات المتكرّرة للمسؤولين والصحفيين وحتى شخصيات أجنبية”.
وأشار زيدان إلى أن الأهالي المهجّرين منذ 13 عامًا يعيش معظمهم اليوم أوضاعًا اقتصادية صعبة بسبب ارتفاع الإيجارات وغياب فرص العودة، موضحًا أن “إيجار بيت صغير في دمشق اليوم يتجاوز مليونًا ونصف ليرة، فيما تصل بعض البيوت إلى ثلاثة ملايين ونصف، وهو ما يفوق قدرة أغلب العائلات المهجّرة”.
من جهته، قال محمد الشامي، أحد أبناء جوبر المهجّرين والمقيم في إدلب: “ما زلت بعيدًا عن بيتي في جوبر، مثل آلاف العائلات التي تنتظر عودة حقيقية. لا بيوت قائمة، ولا مخطط تنظيمي، ولا بوادر لإعادة الإعمار. الناس تعيش بين الإيجارات والاغتراب، وكل ما نريده اليوم هو أن نُعامَل بعدل، وأن نُعطى حقَّ العودة الكريمة إلى بيوتنا”.
يقع حي جوبر في الجهة الشرقية من دمشق على مقربة من ساحة العباسيين، وكان قبل عام 2011 يضمّ ما بين 200 إلى 250 ألف نسمة. يُعرف الحي بعراقته التاريخية واحتوائه على كنيس النبي إليا، أحد أقدم المعابد الدينية في سوريا.
ومنذ عام 2013، تعرّض الحي لقصفٍ مكثّف من طائرات نظام الأسد أدّى إلى تدمير نحو 90% من مبانيه، وتحويله إلى منطقة شبه خالية من السكان.
ورغم مرور سنواتٍ على استعادة السيطرة عليه، لا تزال المنطقة مغلقة أمام الأهالي، دون أي خطة واضحة لإعادة الإعمار أو السماح بالعودة.
اليوم، يأمل أبناء جوبر أن تصل أصواتهم، وأن يُعاد بناء حيّهم الذي كان يومًا رمزًا للصمود في وجه الحرب.