القامشلي: ليلان جمعة تصنع فن الأسلاك بإحساس نادر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

من مدينة القامشلي، بزغت موهبة الفنانة ليلان جمعة، البالغة من العمر خمسة وعشرين عامًا. منذ طفولتها، كانت تمسك القلم والريشة بشغف، وتعبّر بالألوان عن أحلامها الصغيرة. لم تدرس الفنون أكاديميًا، لكنها صقلت موهبتها بالتجربة والإصرار، محولةً شغفها إلى مسار حياة حافل بالإبداع.

من الرسم إلى النحت بالأسلاك

بدأت ليلان مسيرتها من عالم الرسم، لكنها بحثت عن وسيلة فنية مميزة تعكس أفكارها وأحاسيسها بشكل أعمق. وذات يوم، شاهدت عملاً لفنان أجنبي يستخدم الأسلاك المعدنية في النحت، فجربت الفكرة بنفسها، ووجدت في المادة الصلبة تحديًا ممتعًا وفرصة لتجسيد مشاعرها بطريقة فريدة.

 

تستلهم ليلان أفكار منحوتاتها من حياتها اليومية ومن الناس والموسيقى والفن. تبدأ بتصور الفكرة في ذهنها، ثم تصمم الهيكل الأساسي من سلك حديدي عريض، قبل أن تلف الأسلاك بدقة لتتشكّل القطعة النهائية. تستغرق كل قطعة من ثلاثة أيام إلى أسبوع بحسب تعقيد التصميم.

مواضيع تنبض بالحس الإنساني وأودات متواضعة

تركّز أعمالها على الشخصيات البشرية، الموسيقيين، ومحبي القراءة والفن. تبقى منحوتة “عازفة التشيلّو” الأقرب إلى قلبها، إذ تمثل شغفها العميق بالموسيقى وتعبّر عن توازن القوة والنعومة في أعمالها.

تستخدم ليلان أدوات متواضعة: أسلاك الحديد، القواطع، الكماشة، المثقب والألوان. تعلمت بعض استخداماتها من والدها، أما البقية فقد اكتسبتها بالتجربة والصبر. وتعتمد في فنها على دقتها العالية وتركيزها وأناملها الماهرة، مما يمنح منحوتاتها تفاصيل دقيقة وحيوية.

من القامشلي إلى جمهور العالم

رغم غيابها عن المعارض الواقعية حتى الآن، إلا أن إنستغرام أصبح منصة تعرض من خلالها أعمالها لجمهور من سوريا والعراق وغيرهما، حيث يقدّر المتابعون فنها ويشجعونها على الاستمرار.

تحلم ليلان بتوسيع نشاطها الفني عالميًا، والمشاركة في معارض كبرى، وتعلّم تقنيات جديدة، بالإضافة إلى تأسيس ورش تعليمية لتعليم فن النحت بالأسلاك للأجيال القادمة.

رسالتها لكل موهوب

تقول: “ابدأوا هذه الرحلة الجميلة. النحت بالأسلاك يحتاج للصبر والدقة والتجربة، لكنه يمنح القدرة على التعبير بطريقة فريدة عن النفس والقصص الشخصية.”

الفن بالنسبة لليلان ليس مجرد مهنة أو هواية، بل أسلوب حياة. كل منحوتة هي مرآة لمشاعرها وأفكارها، حيث تتحول الأسلاك إلى عالم ينبض بالحياة، وتجسد تفاصيل قد يغفل عنها الآخرون.

 

 

 

مقالات ذات صلة