بدأ المزارعون في أرياف محافظة الرقة حصاد محصول الذرة الصفراء لهذا الموسم، وسط حالة من الإحباط العام بسبب الانخفاض الحاد في الأسعار نتيجة إغلاق المعابر بين مناطق سيطرة قوات “قسد” ومناطق الحكومة السورية.
فقد تراجع سعر الطن الواحد من الذرة من 350 دولاراً إلى نحو 240 دولاراً فقط، ما شكّل ضربة موجعة للمزارعين الذين يعتمدون على هذا المحصول كمصدر رئيسي للدخل.
ويرجع المزارعون سبب هذا الانخفاض الكبير إلى شلّ حركة نقل وتسويق المحاصيل الزراعية بفعل إغلاق المعابر، الأمر الذي سمح لبعض التجار باحتكار السوق والتحكم بالأسعار، ما أدى إلى هبوطها إلى ما دون كلفة الإنتاج، مسبباً خسائر كبيرة للفلاحين.
وقال المزارع علي حسن من قرية رويان لـ”سوريا 24″: “كنا نأمل أن نحصل على أسعار جيدة بعد موسم طويل من الجهد والعناية، لكن مع إغلاق المعابر اضطررنا إلى بيع محاصيلنا بأسعار لا تغطي حتى تكاليف الزراعة. لقد زرعتُ مساحات واسعة من الذرة، وشجعني في البداية انفتاح الطرقات مطلع العام، إلا أن الوضع تبدّل تماماً بعد الإغلاق.”
من جهته، أوضح المزارع فاضل العلي من قرية الحدباء لـ”سوريا 24″: “هناك استغلال واضح من قبل بعض التجار الذين يحتكرون شراء المحصول ويرفضون دفع أسعار منصفة. نطالب الجهات المعنية بفتح المعابر لتسهيل حركة البيع والشراء، لأن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى أضرار كبيرة في مستقبل الزراعة في المنطقة.”
أما المزارع محمد السالم من ريف الرقة الشرقي، فقال لـ”سوريا 24″: “الوضع الحالي لا يُحتمل. مع إغلاق المعابر لم يعد لدينا سوق نبيع فيه إنتاجنا بحرية. نناشد السلطات إيجاد حلول عاجلة قبل أن نخسر مصدر رزقنا الوحيد.”
ويعبّر العديد من المزارعين في ريف الرقة عن قلق متزايد من استمرار إغلاق المعابر، محذرين من أن ذلك سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي في المواسم المقبلة وارتفاع معدلات البطالة الفلاحية.
ولا تقتصر آثار الإغلاق على الذرة الصفراء فقط، بل تمتد لتشمل أنواعاً أخرى من المحاصيل الزراعية، ما ينذر بأزمة حقيقية في القطاع الزراعي في مناطق سيطرة “قسد”.
وفي ختام حديثهم لـ”سوريا 24″، طالب المزارعون بفتح المعابر أو وضع آلية حكومية لاستلام المحاصيل بأسعار عادلة، لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي وحماية الفلاحين من الاستغلال الذي قد يدفعهم إلى ترك الزراعة نهائياً.