تدهور الطرق في ريف الرقة الشمالي يفاقم معاناة الأهالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

يعيش سكان قرى كبش غربي، ورويات، والعجاج، والساير، إلى جانب عشرات القرى الصغيرة المنتشرة في ريف الرقة الشمالي، واقعًا مريرًا منذ أكثر من أربعة عشر عامًا، بسبب تدهور الطريق الرئيسي الذي يربط مناطقهم بمدينة الرقة، وتحوله إلى طريق ترابي مليء بالحفر والمطبات.
هذا الطريق الذي كان يومًا ما شريان الحياة للمنطقة، أصبح اليوم رمزًا للمعاناة اليومية التي يعيشها الأهالي في تنقلهم إلى المدينة أو أثناء نقل البضائع والمنتجات الزراعية.

طريق منسي منذ أكثر من عقد
تسببت سنوات الإهمال الطويلة في تلف الطبقة الإسفلتية بشكل كامل، ليغدو الطريق عبارة عن مسار وعر من الحجارة والغبار صيفًا، ومستنقع من الوحل والطين شتاءً.
هذا التدهور جعل التنقل مهمة شاقة، خاصة للطلاب والمرضى وكبار السن، الذين يضطرون لاجتياز الطريق بشكل شبه يومي للوصول إلى المدارس والمراكز الطبية في المدينة.

ورغم مناشدات متكررة من السكان، لم يشهد الطريق أي مشروع إصلاح فعلي، سوى محاولة يتيمة قبل نحو ثلاث سنوات، حين أطلقت الإدارة المحلية مشروعًا أوليًا لإعادة تأهيل الطريق.
وقد بدأت الأعمال حينها بإزالة بقايا الطبقة الإسفلتية القديمة تمهيدًا لتعبيده من جديد، إلا أن المشروع توقف فجأة دون توضيح الأسباب، تاركًا الطريق في وضع أسوأ مما كان عليه من قبل، بعد أن أزيلت بقايا الإسفلت السابقة.

شهادات من الأهالي
يصف محمد العبد، أحد سكان قرية كبش غربي، الوضع بقوله: “لم نعد نحتمل هذا الطريق، فالغبار يخنقنا صيفًا، والطين يحاصرنا شتاءً. أصبح التنقل على هذا المسار معاناة حقيقية وكارثة يومية لكل من يسلكه.”
ويضيف عبد الرحمن الكنو من قرية رويات: “منذ أكثر من أربع عشرة سنة ونحن نعاني من نفس المشكلة. الطريق هو منفذنا الوحيد إلى المدينة، لكن وعود إعادة التأهيل تتكرر دون تنفيذ. والآن نقترب من موسم الشتاء من جديد، ولا نرى أي تحرك فعلي.”
أما محمد العلي من قرية العجاج، فيشير إلى الأثر الأكبر للمشكلة: “طريق قريتنا لا يمكن وصفه بالطريق، بل هو كابوس يومي. ومع أول هطول للأمطار تنقطع الطرق بشكل كامل. الغريب أن معظم طرق مدينة الرقة تم تعبيدها، باستثناء هذا الطريق الحيوي الذي يخدم عشرات القرى.”

أثر اقتصادي واجتماعي متزايد
تدهور الطرق في ريف الرقة الشمالي لا يقتصر على معاناة السكان فحسب، بل يضرب البنية الاقتصادية للمنطقة في الصميم.
فالطريق هو الممر الوحيد لنقل المحاصيل الزراعية، التي تشكل المصدر الأساسي للدخل لدى معظم الأسر. ويؤدي سوء الطرق إلى تعطل حركة النقل وارتفاع تكاليف الشحن، مما يقلل من أرباح المزارعين ويؤثر على الأسعار في الأسواق المحلية.

كما ينعكس الوضع سلبًا على القطاعين التعليمي والصحي، حيث يواجه الطلاب صعوبة في الوصول إلى مدارسهم، ويضطر المرضى إلى قطع مسافات طويلة في طرق وعرة للوصول إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي. وقد سُجلت عدة حوادث سير في السنوات الماضية بسبب سوء الطريق وضيق مساره، ما فاقم شعور الأهالي بالتهميش.

مطالب الأهالي
يطالب سكان ريف الرقة الشمالي الجهات المعنية، سواء كانت الإدارة المحلية أو المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، بالتحرك العاجل لإعادة تأهيل الطريق الرئيسي الذي يخدم عشرات القرى والمزارع.
ويرى الأهالي أن تأهيل هذا الطريق لا يمثل مجرد مشروع بنية تحتية، بل هو خطوة إنسانية وتنموية تسهم في تحسين واقعهم المعيشي، وتعيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى المنطقة.

ويأمل السكان أن تُترجم الوعود إلى أفعال قبل حلول فصل الشتاء، الذي يجلب معه كل عام عزلة جديدة ومعاناة مضاعفة لأهالي القرى المنسية شمال الرقة.

 

مقالات ذات صلة