يعتمد آلاف الأشخاص في منطقة غرب تلبيسة، الواقعة في ريف حمص الشمالي، على الحفر الفنية (الجور الامتصاصية) لتصريف مياه الصرف الصحي، وذلك بسبب الغياب التام لشبكات الصرف الصحي في المنطقة.
أكثر من 4 آلاف حفرة فنية
وبحسب محمود بويضاني، أحد سكان المنطقة، في حديث لمنصة “سوريا 24“، فإن أكثر من 4 آلاف حفرة فنية موزعة على المنازل تُستخدم كوسيلة وحيدة للتعامل مع مياه الصرف.
وقال البويضاني: “المئات من العائلات تعتمد بالكامل على الحفر الفنية، ولكن منطقتي غرب الطريق العام (غرب تلبيسة) مشروع مكلف، ومن أجل ذلك لم يتبنه أحد، كون المساحة تعني أكثر من 20 ألف دونم، والتكلفة حوالي 2 مليون دولار بالكامل، وبالتالي لا يوجد صرف صحي نهائياً”.
وأضاف البويضاني أن السكان يعتمدون على شفاطات كهربائية لتفريغ محتويات الحفر، ويتم تصريف هذه المياه في الأراضي الزراعية وحول المنازل، ما يؤدي إلى انتشار روائح كريهة.
ولفت إلى أن “كل منزل لديه حفرة للصرف الصحي”، موضحًا أن “حجم الضرر على التربة والأهالي والمياه الجوفية يسبّب بلاءً كاملاً بسبب عدم وجود صرف صحي”.
وأشار البويضاني إلى أن هناك خططًا قيد الدراسة لمعالجة الوضع، تشمل “تعديل البواري وربط الصرف الصحي بالخط الإقليمي”، لكن لم يتم تنفيذها بعد.
وضع مأساوي وغير مسبوق
من جهتها، قالت المهندسة سوزان العموري من مجلس مدينة تلبيسة، في حديث لمنصة “سوريا 24“: “غرب الطريق العام يمثل ثلث المدينة، وعدم وجود صرف صحي هو بسبب عدم وجود محطة معالجة لتصريف مياه هذه المنطقة”.
وأضافت: “تكلفة تخديم هذه المنطقة على الأقل ثلاثة ملايين دولار. والدراسة موجودة، إلا أن المبلغ المالي الكبير يؤدي إلى تردد المموِّل”.
ولفتت العموري إلى أنه “تم الاقتراح بأن يتم تجزئة المشروع على مراحل، كل مرحلة 700 ألف دولار”، مشيرة إلى أن “الوضع مأساوي جداً”، وأن الحل ينتظر موافقة أي جهة ممولة، سواء كانت منظمة أو حكومة.
أوضاع متفاوتة داخل المدينة
أكدت المهندسة العموري أن المشكلة لا تقتصر على غرب تلبيسة، إذ إن “القطاع الشمالي يعاني من نفس المشكلة، لكنه أسهل ويمكن حله لأن المصب موجود”.
ويُعد غياب البنية التحتية للصرف الصحي في غرب تلبيسة أحد التحديات الأساسية التي تواجه السكان منذ سنوات، في ظل انتظار حلول مالية وفنية قد تستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تُترجم على أرض الواقع.