يعيش مزارعو بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة معاناة متجددة مع انطلاق موسم قطاف الزيتون لهذا العام، إذ رغم أن الموسم يُعدّ جيدًا من حيث الإنتاج، إلا أن ارتفاع تكاليف الزراعة والعمل وضعف الأسعار جعل الفلاحين أمام خسائر متوقعة بدلًا من الأرباح.
وقال المزارع أبو صدام في حديثه لسوريا 24 إن “موسم الزيتون هذا العام من حيث الإنتاج مقبول، لكن تكاليف العمل كانت مرتفعة جدًا، من سقاية الأرض، إلى تقليم الأشجار وقطاف الثمار، فضلًا عن أجور العمال التي ارتفعت بشكل كبير، ما جعل الفلاح هو الخاسر في النهاية”.
وأشار أبو صدام إلى أن التوغلات الإسرائيلية المتكررة في محيط البلدة وحرمان الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية خلال فترات العناية بالأشجار” تسببت في تراجع جودة الإنتاج، وخسارة كثير من المزارعين مصدر رزقهم الأساسي”.
ومن جهته، قال أبو رامي، أحد أهالي البلدة، لسوريا 24 إن “الزراعة هنا لم تعد كما كانت، فالمزارع يواجه اليوم عبئًا مضاعفًا بين كلفة المحروقات وأجور العصر، وبين صعوبة تسويق الزيت بأسعار منصفة”، مضيفًا أن بعض المزارعين اضطروا إلى بيع محصولهم قبل القطاف بأسعار زهيدة لتغطية مصاريفهم.
ويبدأ موسم قطاف الزيتون في بلدة جباتا الخشب عادةً مع منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، حيث يتوجه الأهالي إلى بساتينهم في أجواء أشبه بمناسبة اجتماعية تجمع العائلات من مختلف الأعمار. إلا أن الموسم الحالي بدأ متأخرًا قليلًا بسبب الظروف الجوية وارتفاع كلفة العمالة، ما دفع كثيرين إلى الاعتماد على أفراد العائلة في القطاف لتقليل المصاريف. ومع ذلك، يبقى الموسم مناسبة ينتظرها المزارعون بلهفة، لما تمثّله من صلة بالأرض ومصدر رزق رئيسي لأهالي المنطقة.
وتُعدّ زراعة الزيتون من أهم الموارد الزراعية في محافظة القنيطرة، إذ تنتشر أشجاره على مساحات واسعة من القرى الشمالية للمحافظة مثل جباتا الخشب وطرنجة وأوفانيا، ويعتمد عليها معظم السكان كمصدر أساسي للدخل. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا واضحًا في الإنتاج نتيجة الظروف الأمنية وصعوبة الوصول إلى بعض الأراضي القريبة من خطوط التماس، إلى جانب الارتفاع الحاد في تكاليف الخدمات الزراعية من ري وتقليم ونقل وعصر.
ويؤكد أهالي المنطقة أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه، في ظل انعدام الدعم الزراعي وغياب التسعيرة العادلة للزيت، قد يدفع كثيرًا من المزارعين إلى التخلي عن أراضيهم، ما يهدد مستقبل هذا القطاع الحيوي في منطقة طالما عُرفت بجودة زيتونها وزيتها.









