طلاب جامعة الفرات: العودة إلى دير الزور رسوب مؤجل

Facebook
WhatsApp
Telegram

رامي السيد - خاص سوريا 24

أثار قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بإلغاء نظام الاستضافة المعمول به في الجامعات السورية موجة استياء واسعة في صفوف طلاب جامعة الفرات، ولا سيما أبناء المناطق الشرقية، الذين اعتبروا أن القرار يهدد مستقبلهم الدراسي ويضاعف معاناتهم المعيشية.

ونظم عدد من الطلاب وقفة احتجاجية أمام رئاسة جامعة حلب، طالبوا خلالها بإلغاء القرار أو تعديله بما يراعي أوضاعهم الخاصة، مؤكدين أن العودة إلى دير الزور في الظروف الحالية تعني عملياً “رسوباً مؤجلاً” لجميع الطلاب المستضافين.

قالت طالبة في كلية الهندسة الزراعية – سنة خامسة – لموقع سوريا 24 إنها ستفقد عاماً دراسياً كاملاً في حال عادت إلى دير الزور، بسبب اختلاف الخطة الدراسية بين الجامعتين، إلى جانب غياب السكن الجامعي للإناث و اضطرارها إلى تحمل تكاليف السكن الخاص، مضيفة أنها تعيش مع أسرتها في حلب، وأن العودة “مرهقة مالياً وغير آمنة”.

واشتكى طلاب آخرون من أن القرار جاء مفاجئاً وغير مدروس، وأن تنفيذه يعني انقطاع مئات الطلاب عن دراستهم، خصوصاً أولئك الذين يدرسون في كليات تقع في مناطق خارجة عن السيطرة الحكومية، مثل الرقة والحسكة.

وعبر طالب من كلية الهندسة المدنية عن امتعاضه قائلاً: “منذ أربع سنوات نتابع دراستنا في حلب، واليوم يطلبون منا العودة إلى دير الزور رغم أن الطرق غير آمنة، ولا يوجد سكن جامعي يستوعبنا”.

فيما اشتكى طالب آخر من القرار قائلاً: مطلبنا هو التوطين، لأنه لو كانت لدينا رغبة في الدراسة بدير الزور، لكنا اخترناها منذ البداية.

وأضاف طالب آخر أن العودة إلى هناك تعني رسوباً مؤجلاً، إذ لا يتوفر سكن جامعي، والوحدتان السكنيتان الموجودتان لا تستوعبان سوى ثلث الطلاب، فأين يذهب الباقون، وخاصة طلاب السنوات الأخيرة الذين يقفون على أعتاب التخرج؟

ويجمع الطلاب على أن القرار بنقلهم إلى دير الزور هو رسوب مؤجل لكل من اقترب من التخرج، إذ لا تتوافر البنية التحتية ولا السكن الجامعي الكافي في الجامعة الأم، في حين لا تستوعب الوحدتان السكنيتان هناك سوى ثلث عدد الطلاب فقط.

ورفض الطلاب الذين تحدثوا إلى موقع سوريا 24 الإفصاح عن أسمائهم، كون أهاليهم يقطنون في مناطق خاضعة لسيطرة “قسد”، خشية تعرضهم لأي مضايقات بعد نشر اللقاءات.

وكان طلاب جامعة الفرات قد نظموا وقفة أخرى أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دمشق، أمس الاثنين، طالبوا فيها باستبدال نظام الاستضافة بنظام التوطين الجامعي، الذي يتيح لهم الاستقرار في المدن الجامعية بشكل مرن ويخفف من أعبائهم المادية. كما أكدت الصحيفة أن جامعة حلب شهدت مشاركة واسعة من طلاب الرقة والحسكة ودير الزور رفضاً للقرار.

وزارة التعليم العالي أعلنت، مؤخراً، إلغاء نظام الاستضافة لجميع طلاب الجامعات السورية اعتباراً من العام الدراسي 2025–2026، مع استثناءات محدودة لطلاب الطب البشري وطب الأسنان والصيدلة في مناطق معينة، وذلك في إطار ما وصفته الوزارة بـ”إعادة تنظيم العملية التعليمية وتحقيق الاستقرار الجامعي”.

مقالات ذات صلة