طلاب الجامعات التركية في الشمال السوري يطالبون بالاعتراف بشهاداتهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

يعيش طلاب وخريجو الجامعات التركية في الشمال السوري حالة من القلق المتزايد بسبب عدم اعتراف وزارة التعليم العالي السورية بشهاداتهم الجامعية، ما جعل مستقبلهم الأكاديمي والمهني مهدداً بالضياع. فهؤلاء الطلاب، الذين تابعوا دراستهم في كليات ومعاهد تابعة لجامعات تركية حكومية مثل غازي عنتاب والعلوم الصحية والمعترف بها من قبل مجلس التعليم العالي التركي (YÖK)، يجدون أنفسهم اليوم أمام مأزق قانوني يمنعهم من معادلة شهاداتهم أو استكمال دراساتهم العليا داخل البلاد.

وبعد سلسلة طويلة من المراسلات والمطالبات التي وجهوها إلى الجهات المعنية، نظم هؤلاء الطلاب يوم الثلاثاء الماضي وقفة احتجاجية سلمية أمام مبنى وزارة التعليم العالي السورية في دمشق، في محاولة لإيصال صوتهم وتسليط الضوء على قضيتهم التي تمس مستقبل آلاف الخريجين.

خلال الوقفة، التقى وفد من ممثلي الطلاب بمعاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب الدكتور عبد الحميد الخالد، ومدير مديرية البحث العلمي الدكتور ياسر خضرة، حيث جرى نقاش موسع حول سبل معالجة المشكلة وإيجاد حلول واقعية لها. وأكدت الوزارة خلال اللقاء أنها تتابع ملف الجامعات التركية العاملة داخل الأراضي السورية بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن جوهر الإشكالية يتمثل في غياب صيغة قانونية واضحة تنظم عمل هذه الجامعات، وهو ما يعوق الاعتراف بشهاداتها رسمياً. كما أوضحت أن الحل النهائي يتطلب توصيفاً قانونياً يصدر عن مجلس التعليم العالي السوري أو مرسوماً رئاسياً يحدد الوضع القانوني لتلك الكليات واعتبارها مؤسسات حكومية تابعة لجامعات تركية عامة.

من جانبهم، قدم ممثلو الطلاب مقترحاً مؤقتاً يقضي بإلغاء شرط الإقامة التركية، بما يتيح للخريجين إمكانية معادلة شهاداتهم إلى حين التوصل إلى تسوية قانونية شاملة، وقد لقي هذا المقترح تفهماً من مسؤولي الوزارة الذين أكدوا أن القضية ستُطرح رسمياً خلال اجتماع مجلس التعليم العالي السوري المقرر عقده في الأول من تشرين الثاني 2025، وأن ملف الجامعات التركية في الشمال السوري سيكون في صدارة جدول أعمال الاجتماع.

وفي الوقت ذاته، بادر وفد من الطلبة إلى زيارة السفارة التركية في دمشق، حيث جرى الاتفاق مع مسؤول شؤون التعليم على تحديد موعد لاجتماع قريب لبحث التحديات التي تواجه الجامعات التركية العاملة في الشمال السوري، والسعي لإيجاد حلول مشتركة بالتنسيق مع الجهات التركية المعنية. كما تقرر إعداد كتاب تفصيلي يوضح أبرز العقبات والمطالب لعرضه خلال الاجتماع المرتقب، بما يسهم في دفع الملف نحو الحل.

وفي ختام الوقفة، شدد الطلاب على أن تحركهم سلمي وهادف، يرمي فقط إلى حماية مستقبلهم الأكاديمي وضمان اعتماد شهاداتهم ضمن وزارة التعليم العالي السورية، انطلاقاً من مكانة الجامعات التركية الحكومية المعترف بها دولياً. وأعربوا عن تقديرهم لتجاوب الوزارة السورية واستماعها لمطالبهم، داعين إلى تعزيز التنسيق بين وزارتي التعليم العالي في سوريا وتركيا ومجلس التعليم العالي التركي (YÖK) بهدف الوصول إلى حل رسمي وعادل ينهي معاناة آلاف الطلاب الذين تحدّوا ظروف الحرب والتهجير وتمسّكوا بالعلم طريقاً لبناء سوريا الجديدة.

 

 

 

مقالات ذات صلة