تواجه الأحياء الغربية في مدينة الرقة، مثل الحصيوة والطيار، أوضاعاً خدمية صعبة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل غياب البنية التحتية وضعف الاستجابة من الجهات المعنية. فهذه الأحياء الشعبية التي تضم آلاف السكان تعاني من تردي واقع الكهرباء والطرق والصرف الصحي، مما جعل الحياة اليومية فيها مليئة بالتحديات والمشقات.
وفي هذا الإطار، تشهد هذه المناطق تدهوراً واضحاً في الخدمات الأساسية، الأمر الذي يثقل كاهل سكانها الذين يعتمدون على إمكانياتهم المحدودة لتجاوز صعوبات الحياة. إذ إن شبكات الصرف الصحي غائبة أو غير منتظمة، بينما تجعل الطرق الترابية غير المعبدة التنقل مهمة شاقة، خاصة للعربات الصغيرة والمارة.
وفي حديثه لـ سوريا 24، قال أحمد العابد، أحد سكان حي الحصيوة: “لا توجد لدينا خدمات صرف صحي، ومعاناة التخلص من المياه مستمرة، خصوصاً في فصل الشتاء حين تغمر الأمطار الشوارع، وتزداد المعاناة في الصيف بسبب الروائح الكريهة.”
من جهة أخرى، تبقى الكهرباء الهاجس الأكبر لسكان تلك الأحياء، إذ يعتمد معظمهم على نظام “الأمبيرات” كمصدر بديل للطاقة، رغم تكلفته العالية وضعف كفاءته. وفي هذا السياق، أوضحت مريم العيسى من حي الطيار لـ سوريا 24: “الأمبيرات مكلفة جداً ولا تفي بحاجة المنزل اليومية من تشغيل الأجهزة والتبريد. نحن بحاجة إلى حلول كهربائية مستدامة تحسن من جودة حياتنا.”
وعلاوة على ذلك، تعاني هذه الأحياء من ضعف خدمات النظافة العامة، حيث تتكدس النفايات في الشوارع لفترات طويلة دون ترحيل منتظم من قبل البلدية، مما يفاقم الوضع البيئي والصحي. وذكر عمر العساف، أحد سكان الحصيوة، لـ سوريا 24: “إهمال النظافة في حينا أصبح مشكلة خطيرة. الفضلات تتراكم لأيام طويلة، ما يجعل الأجواء خانقة ويزيد من معاناة الأهالي.”
وبناءً على ما سبق، يطالب الأهالي الجهات المسؤولة بتقديم حلول عاجلة تشمل إنشاء شبكات صرف صحي متكاملة، وتحسين الطرق، وتأمين كهرباء مستقرة وآمنة. إذ إن استمرار الوضع الراهن يهدد صحة السكان ويقوض مقومات الحياة الكريمة في تلك المناطق.
وفي الختام، تؤكد هذه الصورة القاتمة حجم الأزمة الخدمية في الأحياء الغربية للرقة، والحاجة الملحة إلى تدخل رسمي يعيد الأمل للسكان بتحسين واقعهم المعيشي وتوفير بيئة أكثر استقراراً وإنسانية.

			
															







