كشفت المؤسسة في لقاء خاص مع “سوريا 24” عن خطط طوارئ واستراتيجيات مستقبلية لتحسين الواقع المائي في ظل ما تشهده سوريا من تراجع غير مسبوق في كميات الهطول المطري هذا العام، وتحديات متزايدة تتعلق بندرة الموارد المائية ونقص حوامل الطاقة، كشفت مؤسسة مياه دمشق وريفها عن حزمة من المشاريع الطارئة والاستراتيجية التي تهدف إلى تأمين استدامة التغذية المائية وتحسين واقع المياه في العاصمة ومحيطها.
خطط طوارئ واستراتيجيات طويلة الأمد
أوضح مصدر في مؤسسة المياه أن المؤسسة وضعت خطة طوارئ يجري تنفيذها حاليًا إلى جانب خطة استراتيجية مستقبلية تشمل البحث عن مصادر مائية جديدة لزيادة الإنتاج، مثل مشروع تحلية واستجرار مياه الساحل، الذي تعمل الوزارة على دراسة جدواه والتعاقد مع شركات متخصصة لتنفيذه، بما يضمن استدامة الإمدادات المائية على المدى الطويل.
إعادة تأهيل وتشغيل عشرات الآبار في دمشق وريفها
وأكد المصدر أن المؤسسة أعادت تشغيل نحو 50 بئرًا في ريف دمشق بالتعاون مع الجهات المانحة والمجتمعات المحلية، بعد أن كانت متوقفة بسبب قدم التجهيزات أو عدم انتظام التيار الكهربائي المغذي لها.
كما تمت إعادة تشغيل 18 بئرًا في مدينة دمشق توزعت على عدة محطات، منها:
9 آبار في محطة ضخ العقدة الثامنة
بئران في محطة ضخ العقدة الخامسة
بئران في محطة ضخ المزرعة
5 آبار في مركز ضخ بردى
وأشار إلى أن المؤسسة توصلت مؤخرًا إلى تفاهمات مع عدد من الجهات المانحة لإعادة تأهيل محطة ضخ الوالي ومحطة ضخ برزة بالكامل، في إطار جهودها لإعادة جميع الآبار المتوقفة إلى الخدمة، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على كميات المياه المنتجة وتحسين الواقع المائي للمناطق المستفيدة.
مشاريع تنقية وطاقة بديلة
وتعمل المؤسسة، وفقًا للمصدر، على تأهيل آبار جديدة في مناطق جديدة يابوس ووادي مروان وزرزر، إضافة إلى محطات مياه في المليحة بالتعاون مع منظمة رحمة بلا حدود، بطاقة إنتاجية تزيد على 20 ألف متر مكعب يوميًا.
كما يتم تنفيذ محطتين لتنقية المياه في عدرا البلد وبلدة يلدا بالتعاون مع الحكومة التشيكية، مزودتين بأنظمة طاقة شمسية وشبكة مناهل لتنقية المياه من النترات، لتأمين مياه عذبة آمنة للمواطنين.
وفي إطار التعاون مع منظمة اليونيسف، أطلقت المؤسسة مشروعًا لاستبدال وتركيب 50 مضخة غاطسة وأفقية لتعزيز الإمدادات المائية في دمشق وريفها بإنتاجية تصل إلى 10 آلاف متر مكعب في الساعة، ومن المتوقع إنجازه خلال ثلاثة أشهر فقط.
كما تستكمل المؤسسة أعمال استبدال مضخات بردى بالكامل وتأهيل نبع حاروش بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب خطط للتعاقد مع جهات مانحة لتأهيل مراكز ضخ متوقفة مثل مركز الضخ في التقدم وعقدة شارع 30.
الطاقة الشمسية في الخدمة
وفي خطوة تهدف إلى تجاوز أزمة الكهرباء، بدأت المؤسسة بتركيب منظومات طاقة شمسية لعدد من الآبار والمشاريع في ريف دمشق بالتعاون مع شركاء دوليين، حيث بلغ عددها حتى الآن نحو 40 منظومة، ما يسهم في ضمان استمرارية ضخ المياه وتقليل تكاليف التشغيل.
إصلاح الشبكات وتعاون محلي واسع
كما تنفذ المؤسسة عدة مشاريع لإصلاح واستبدال شبكات المياه في مناطق مختلفة، أبرزها:
إصلاح شبكات المياه في داريا وحرستا ودوما بالتعاون مع اليونيسف،
وصيانة الشبكات في دوما والزبداني بالتعاون مع أوكسفام،
واستبدال جزء من شبكة المياه في زملكا بالتعاون مع منظمة ZOA.
وشددت المؤسسة على أن المجتمعات المحلية تمثل الشريك الأول في جهودها لضمان وصول مياه الشرب للمواطنين، حيث أسهم الأهالي في العديد من مناطق ريف دمشق بإصلاح أعطال المضخات والشبكات وتقديم قطع الصيانة والمشاركة في أعمال الحفر.
تؤكد مؤسسة مياه دمشق وريفها أن مواجهة أزمة المياه الراهنة تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية، مشيرة إلى أن المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع المخطط لها تهدف جميعها إلى تأمين مياه آمنة ومستدامة للأهالي، في وقت تزداد فيه الضغوط على الموارد الطبيعية في سوريا بشكل غير مسبوق.
			
															







