القصير: الصرف الصحي ومشاكل معيشية تثقل هموم الأهالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا - سوريا 24

بعد مرور نحو عام على سقوط نظام الأسد السابق وتحرير مدينة القصير في ريف حمص الغربي، بدأ سكانها بالعودة التدريجية إلى منازلهم، حاملين معهم آمالاً كبيرة بإعادة إعمار مدينتهم.

لكن الواقع على الأرض يكشف عن تحديات هائلة تتعلق بالخدمات الأساسية، لا سيما شبكة الصرف الصحي، فضلاً عن انقطاعات مستمرة في الكهرباء والمياه، ما يُعقّد مساعي العودة الطبيعية للحياة.

خدمات منهارة وأهالي يشكون الإهمال
يقول تيسير المحمد، أحد سكان القصير العائدين في حديث لمنصة سوريا 24: “”لا يوجد أي تحسن خدمي في المدينة. من أبرز ما يواجهه الناس من تحديات هو تضرر شبكة الصرف الصحي في عموم المدينة، التي تحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد. ناهيك عن تحديات الماء والكهرباء التي يعاني منها الناس دون وجود أي بوادر لمعالجتها أو التخفيف من معاناتهم”.

ويشير المحمد إلى أن العودة إلى البيوت لا تعني بالضرورة العودة إلى حياة كريمة، إذ إن البنية التحتية المدمرة تجعل من الصعب تخيّل حياة طبيعية، لا سيما مع حلول فصل الشتاء الذي قد يزيد من حدة الأزمة مع احتمال تجمع مياه الأمطار في الأحياء ذات الصرف الصحي المنهار.

صعوبة الوضع ووعود بحلول جزئية
من جانبه، أكد طارق حصوة، رئيس مجلس مدينة القصير في حديث لمنصة سوريا 24، أن موجات العودة بدأت فور “التحرير”، وازدادت في أشهر الصيف قبل أن تتراجع مجددًا مع دخول أيلول وتشرين الأول، لأسباب مرتبطة بغياب الخدمات وصعوبة المعيشة.

وقال حصوة: “الاحتياجات كثيرة، أهمها الخدمات الأساسية: كهرباء، اتصالات، صرف صحي، صحة، وتعليم. وبعد صبر طويل وتواصل حثيث مع المنظمات والجمعيات، توصلنا إلى البدء بحل شامل لمشكلة الصرف الصحي، بالإضافة إلى ترميم عدد من المدارس المتضررة”.

وأضاف: “نأمل أن تساهم حملة ‘أربعاء القصير’، التي انطلقت مؤخراً، في فتح آفاق جديدة لمعالجة بقية المشاكل، خاصة في قطاع الطاقة والاتصالات”.

جهود ميدانية مستمرة رغم الصعوبات
رغم التحديات الهيكلية، تتواصل جهود إغاثية وخدمية على الأرض، بدعم من جمعيات محلية ودولية. ومن بين أبرز هذه الجهود:

– إزالة الركام: انتهت الحملة الثانية من إزالة الأنقاض من الطرقات، حيث تم رفع أكثر من 10 آلاف متر مكعب من الركام.
– إنارة طرق حيوية: قامت جمعية رعاية الطفل بإضاءة الطريق أمام المركز الصحي في القصير، كما تم توزيع إنارات في بعض الطرق الرئيسية.
– مبادرات مجتمعية: أطلقت مبادرة لتنظيف الطريق من مدخل القصير الشرقي وحتى دوار الساعة، بمشاركة شبابية واسعة.
– إزالة مخلفات الحرب: تواصل منظمة المساعدات الشعبية النرويجية (NPA) عمليات إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية في القصير، في إطار جهود تأمين السلامة العامة.

حملة “فجر القصير”: مبادرة شعبية لإعادة الإعمار
في سياق موازٍ، يشير مراقبون إلى أن العديد من الناشطين وسكان المدينة أطلقوا حملة بعنوان “فجر القصير”، تهدف إلى ترميم ما دمّره النظام وميليشياته خلال سنوات سيطرته على المدينة، والتي انتهت مع سقوط النظام السابق في أواخر العام 2024.

الحملة تعتمد على العمل التطوعي والمنشورات الإعلامية لحشد الدعم المادي واللوجستي، وتسعى إلى جذب اهتمام المنظمات الدولية والجهات المانحة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار الصغيرة والمتوسطة.

ووسط كل ذلك، تواجه مدينة القصير اليوم تحديات إعادة البناء في ظل غياب واضح للدعم الحكومي الفعّال.

ومع عودة تدريجية للسكان، تبقى الخدمات الأساسية، وخصوصاً الصرف الصحي، العقبة الأكبر أمام استقرار حقيقي، في وقت تُبذل فيه جهود مجتمعية ودولية لسد الفجوات الحادة، بانتظار خطط إعمار وطنية شاملة.

مقالات ذات صلة