بلدات القلمون بلا مشافٍ.. الأهالي يواجهون المرض بقلق وانتظار طويل

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

في بلدات القلمون الغربي بريف دمشق، يعيش آلاف السكان وسط أزمة صحية خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل غياب المشافي العامة والمراكز الطبية المخدّمة، وارتفاع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة إلى مستويات تفوق قدرة معظم الأهالي.

في بلدة رنكوس وحدها، التي يبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة، يواجه المرضى، وخاصة المصابين بأمراض الكلى والسكري والضغط وأمراض القلب، صعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب بُعد المشافي عن البلدة، وافتقار المركز الصحي الوحيد فيها إلى التجهيزات الطبية والأدوية والخدمات التخصصية.

يقول أحد أبناء البلدة في حديثه لـ”سوريا 24″ “في الحالات الإسعافية، يُصبح الوضع مأساوياً. أقرب مشفى يبعد أكثر من 30 كيلومتراً، وإذا تأخرنا في نقل المريض لأي سبب فقد نخسره في الطريق. لا سيارات إسعاف مجهزة، ولا مركز طوارئ يمكن الاعتماد عليه”.

وتواجه البلدات المجاورة، مثل تلفيتا وعسال الورد وحوش عرب، واقعاً صحياً مشابهاً، إذ لا يتوفر فيها سوى مراكز صحية محدودة الخدمات، تفتقر إلى الأطباء المتخصصين والأجهزة الأساسية كأجهزة التصوير والشواغر اللازمة لغسيل الكلى، فضلاً عن نقص حاد في الأدوية.

يضيف أحد الأهالي من بلدة تلفيتا: “حتى معاينة الطبيب في العيادات الخاصة أصبحت عبئاً. تكلفة المعاينة تجاوزت 50 ألف ليرة، ناهيك عن ثمن الدواء والتنقل، ما يجعل المرض عبئاً مادياً لا يُطاق لكثير من العائلات”.

يقول أحد أبناء البلدة “نسعى منذ خمس سنوات لتأمين مركز خيري لخدمة الناس، لكن نقص الدعم والإمكانيات حال دون تحقيق الهدف. ومع ذلك، لن نيأس، وسنواصل العمل حتى نعيد بناء المشفى ونحقق حلم مركز الكلى وعيادة رنكوس المجانية”.

في ذات السياق أكد الناشط الإعلامي ثائر القلموني أنّ بلدات القلمون تعاني من ضعف كبير في الخدمات الصحية، لافتًا إلى أن المنطقة “بحاجة ماسة لدعم طبي أكبر بكثير مما هو متوفر حاليًا”.

وأوضح القلموني في حديثه لسوريا 24 أن “بعض بلدتي عسال الورد وحوش عرب تمتلكان مستوصفات لكنها غير مخدمة بالشكل الكافي، في حين تفتقر قرى الصرخة ورأس العين والجبة لأي مركز طبي على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن الأهالي في هذه المناطق يضطرون للتوجه إلى مدينة يبرود لتلقي العلاج.

وأضاف أن “مدينة يبرود تضم أكثر من مركز طبي ومشفى، إلا أنها تعاني أيضًا من ضغط كبير نتيجة استقبالها المرضى من مختلف بلدات القلمون، وهو ما أدى إلى نقص في الخدمات والمعدات الطبية”.

وختم القلموني بالقول إن “الكوادر العاملة في المراكز الطبية تعاني من تدني الأجور مقارنة بالوضع المعيشي الحالي، ما يزيد من صعوبة استمرار عمل هذه المرافق في ظل الظروف الراهنة”.

ويؤكد من تحدثنا إليهم من الأهالي أن تزويد مناطق القلمون، وخاصة رنكوس وتلفيتا وعسال الورد وحوش عرب ورأس العين والصرخة ، بمشافٍ عامة ومراكز طبية مجهزة بات ضرورة عاجلة، مشددين على أن “الحق في العلاج لا يقل أهمية عن الحق في الحياة”، وأن تجاهل احتياجات هذه المناطق المكتظة سيزيد من معاناة المرضى ويهدد أرواحهم في كل حالة طارئة.

مقالات ذات صلة