انتشر في مدينة القامشلي خلال الفترة الأخيرة استخدام البروتينات والمكملات الغذائية بين الشباب والرياضيين بشكل لافت، وسط تحذيرات من مدربين ومتدربين حول جودتها ومخاطرها الصحية المحتملة. ورغم أسعارها المرتفعة، يبقى الغموض يحيط بهذه المنتجات، ما يترك العديد منهم في حالة قلق مستمر حول فعاليتها وفوائدها على المدى الطويل.
مراد، متدرب في أحد النوادي الرياضية، قال لـ”سوريا 24″ إن أسعار البروتينات في المدينة مرتفعة ومتوفرة في معظم النوادي والمحلات، لكنه أشار إلى أن عدم وجود جهة رسمية لمتابعة هذه المنتجات يجعل المستهلك غير مطمئن. وأضاف: “نشتري علبة بروتين بسعر يصل إلى 100 دولار، لكن لا نعرف إذا كانت فعلاً تفيد الجسم أم قد تسبب مشاكل صحية لاحقاً”. وأوضح أن بعض أصحاب النوادي يروجون للمنتجات على أنها أصلية وعالية الجودة، رغم غياب أي دليل أو ضمان على ذلك.
من جانبه، أكد أبو جوان، مدرب وصاحب نادٍ رياضي، أن السوق المحلي شهد مؤخراً تدفق أنواع كثيرة من المكملات الغذائية، إلا أن الكثير منها يأتي من مصادر مجهولة وغير موثوقة. وقال: “واجهنا حالات عديدة لشباب تعرضوا لمشاكل صحية بعد استخدام منتجات غير واضحة المصدر، تشمل اضطرابات في المعدة، إرهاق الكبد والكلى، وضعفاً عاماً في الجسم. والسبب الأساسي هو عدم معرفة المستخدم بأصل المنتج أو جودته الحقيقية”. وأضاف أن بعض المنتجات تُستورد من مناطق مختلفة أو تُصنع محلياً، ثم تُوضع عليها ملصقات توحي بأنها أصلية، بينما الواقع مختلف تماماً.
وأشار أبو جوان إلى أن أكثر المكملات تداولاً من مصادر مجهولة تشمل كرياتين (Creatine) وواي بروتين (Whey Protein)، موضحاً أن أسعارها مرتفعة جداً، إذ يصل سعر أصغر علبة كرياتين إلى نحو 30 دولاراً، والعلبة الكبيرة إلى 75 دولاراً، بينما يبدأ سعر الواي بروتين من 100 دولار، ومع ذلك يبقى المستخدمون في حيرة من أمرهم حول أصل المنتج ومكوناته.
وفي تجربة أخرى، روى أحمد، متدرب في أحد النوادي، معاناته مع منتج بروتين مجهول المصدر: “اشتريت علبة بناء على توصية المدرب، وبعد أسابيع لم ألاحظ أي تحسن في بناء العضلات، بل شعرت بإرهاق دائم واضطرابات في المعدة. عندما حاولت الاستفسار، اكتشفت أن المنتج من مصدر غير معروف، ولم يقدم أحد أي معلومات عن مدى أمانه”. وأضاف أن هذه التجربة جعلته أكثر حذراً، لكنه أكد صعوبة التمييز بين المنتجات الموثوقة وتلك المجهولة في السوق المحلي.
تسلط هذه الظاهرة الضوء على غياب الرقابة الرسمية على سوق المكملات الغذائية في القامشلي، ما يضاعف مخاطر استهلاك منتجات مجهولة المصدر على صحة الشباب والرياضيين. ويؤكد الخبراء ضرورة التحقق من مصدر المكملات قبل الشراء، والبحث عن علامات اعتماد موثوقة، لتجنب الأضرار المحتملة على المدى الطويل. كما يحثون على نشر الوعي بين المستخدمين حول مخاطر المنتجات غير المضمونة، لضمان ممارسة الرياضة بأمان وتحقيق نتائج حقيقية.









