أعلنت مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس أحمد الشرع، سيجري زيارة رسمية إلى جمهورية البرازيل الفيدرالية يومي السادس والسابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، للمشاركة في أعمال الدورة الثلاثين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP30)، التي تستضيفها مدينة بيليم (Belém) الواقعة شمال البرازيل.
وقالت الرئاسة إن زيارة الرئيس الشرع ستتضمن لقاءات ثنائية مع عدد من قادة الدول وممثلي الوفود المشاركة على هامش القمة، في إطار تعزيز الحضور السوري ضمن المحافل الدولية المرتبطة بقضايا التنمية المستدامة والعمل المناخي. وأشارت إلى أن هذه هي المشاركة الأولى لرئيس سوري في مؤتمرات المناخ منذ انطلاقها عام 1995.
البرازيل في قلب التحوّل المناخي
تُعد البرازيل، التي تستضيف قمة هذا العام، من أبرز الدول النامية في معادلة المناخ العالمية، كونها تضم أكبر مساحة من الغابات المطيرة في العالم، وعلى رأسها غابة الأمازون التي توصف بأنها “رئة الأرض”.
وتشكّل مدينة بيليم، الواقعة على نهر الأمازون، رمزاً للمناطق المعرّضة لتداعيات تغيّر المناخ، من التصحّر إلى الفيضانات.
واختارت الأمم المتحدة البرازيل لتكون مضيفة هذا العام تأكيدًا على دور دول الجنوب العالمي في قيادة الاستجابة الدولية لأزمة المناخ، وهو ما أكدته تصريحات مسؤولي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بشأن أهمية إشراك الدول النامية في صياغة حلول عادلة ومستدامة.
ما الذي تناقشه قمة COP30؟
وفق ما نشره الموقع الرسمي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC) عبر cop30.br، يشارك في القمة هذا العام ممثلون عن 198 دولة عضوة، إلى جانب منظمات غير حكومية، ومؤسسات دولية، ومراكز أبحاث، وذلك بهدف:
تقييم التقدم المحرز في الالتزامات المناخية الدولية.
عرض خطط وطنية جديدة لخفض الانبعاثات (NDCs).
متابعة تنفيذ تعهدات التمويل المناخي التي تم الإعلان عنها في COP29.
مناقشة الأدوات الفعالة للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وتمثل هذه الدورة لحظة مفصلية في مسار الجهود الدولية، حيث يُنتظر أن تعكس الدول الأعضاء مدى جديتها في تنفيذ بنود “اتفاق باريس للمناخ” لعام 2015.
ماذا يعني حضور سوريا؟
تأتي مشاركة سوريا الرسمية في القمة وسط تحديات بيئية واقتصادية متراكمة، أبرزها التدهور الكبير في الغطاء النباتي، واتساع التصحر، وتراجع الموارد المائية، بالإضافة إلى محدودية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ويفتح مؤتمر COP30، وفق ما أكدته الأمم المتحدة، بابًا أمام الدول النامية لتقديم مشاريع وطنية قابلة للتمويل من صناديق المناخ الدولية، مثل “الصندوق الأخضر للمناخ” (Green Climate Fund)، والذي يدعم برامج إعادة التشجير، وتنمية الطاقات البديلة، وبناء القدرات المؤسسية في الدول المتضررة.
وتشير تقارير البنك الدولي، إلى أن سوريا تُعد من بين الدول الأكثر هشاشة مناخياً في منطقة الشرق الأوسط، ما يجعل حضورها في هذه القمة فرصة لتعزيز الشراكات، واستعادة موقعها في المبادرات البيئية العالمية.








