في مبادرة إنسانية تعبّر عن روح المسؤولية الاجتماعية لدى الكوادر الطبية، أطلق مجموعة من الأطباء في بلدة أم الفرسان شرق القامشلي مشروعًا خيريًا تمثّل في افتتاح مركز العيادات التخصصية، بهدف تحسين الواقع الصحي في المنطقة وتخفيف الأعباء العلاجية عن المرضى من ذوي الدخل المحدود.
وقال الدكتور نوشين فيصل حسن، الصيدلاني ومدير مركز العيادات التخصصية في قرية أم الفرسان، في تصريح لموقع سوريا 24، إن فكرة المشروع انطلقت “بدافع إنساني ورغبة من الأطباء المشاركين في تقديم خدمة مجتمعية حقيقية لأهالي البلدة والقرى المحيطة بها”. وأوضح أن “المركز يضم ثلاث عيادات متخصصة: الداخلية، النسائية، وطب الأطفال، إضافة إلى مخبر وصيدلية، وذلك لتأمين مختلف الخدمات الطبية ضمن مكان واحد بما يوفّر على المرضى عناء التنقل وتكاليفه”.
وأضاف الدكتور حسن أن الهدف من إنشاء المركز يتمثل في “توفير الرعاية الصحية في منطقة تفتقر إلى الخدمات الطبية، خاصة في ساعات الليل التي لا يتوافر فيها أطباء أو صيدليات مفتوحة”. كما أشار إلى أن “تسعيرة المعاينة محددة بـ20 ألف ليرة سورية فقط، وهي ثابتة دون زيادة، لضمان إمكانية استفادة جميع المرضى من الخدمات المقدمة”.
وتابع موضحًا أن “الإقبال على المركز كبير من سكان قرية أم الفرسان والقرى المجاورة مثل تل حميس وجنوب الرد وريف القامشلي الغربي، لما يقدمه من خدمات بأسعار مناسبة وجودة عالية”. وأردف أن “قسم النسائية يشهد طلبًا متزايدًا كونه من أكثر الأقسام حاجة في المنطقة، وقد جُهّز المركز بأحدث الأجهزة، منها جهاز الإيكو، إلى جانب خدمات التمريض والمخبر التي تُجري معظم التحاليل الطبية باستثناء الهرمونية منها”.
كما شدّد الدكتور حسن في تصريحه لـسوريا 24 على أن “جميع الأطباء المشاركين في المبادرة يتعاملون مع العمل الطبي كرسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، ملتزمين بتقديم الخدمات وفق تسعيرة منخفضة وثابتة في محاولة لنشر ثقافة الطب الخدمي”. وأردف قائلًا: “من أهداف المشروع أيضًا توعية الأهالي بعدم تناول الأدوية بشكل عشوائي من الصيدليات، إذ نهدف إلى تشجيع المرضى على مراجعة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج آمن ومناسب بتكلفة شبه مجانية”.
من جانب آخر، قال أبو خالد، أحد أهالي أم الفرسان، لـسوريا 24 إن افتتاح المركز “مبادرة مميزة تُحسب للأطباء القائمين عليه، فقد خففت عن الأهالي الكثير من المشقة والتكاليف، خصوصًا لمن لا يملكون القدرة على دفع أجور المعاينات المرتفعة في القامشلي”. وأضاف أن “تحديد تسعيرة المعاينة بـ20 ألف ليرة فقط يعدّ خطوة إنسانية مهمة، لأنها تمنح المرضى فرصة لتلقي العلاج بكرامة ومن دون القلق من الأعباء المالية الباهظة”.
وبدورها، قالت فاطمة، من سكان القرية، لـسوريا 24 إن “افتتاح المركز شكّل إنقاذًا حقيقيًا للمنطقة، خاصة للنساء اللواتي يحتجن إلى متابعة طبية مستمرة، إذ إن القسم النسائي مجهّز بالكامل والأطباء يقدمون خدماتهم بتعاون كبير وإنسانية عالية”. وأكدت أن “هذه المبادرة أثبتت أن الطب ما زال يحمل رسالته الأصيلة في مساعدة الناس، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأهالي”.
واختُتم التقرير بالإشارة إلى أن مركز العيادات التخصصية في أم الفرسان يعمل يوميًا من ساعات الصباح حتى منتصف الليل، مع توافر الكادر الطبي على مدار الساعة للتعامل مع الحالات الإسعافية، في خطوة يراها الأهالي نموذجًا يحتذى به في العمل الإنساني والخدمة المجتمعية.
