تتزايد معاناة سكان ريف دير الزور الشرقي مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل شكاوى من رداءة مادة المازوت المخصصة للتدفئة وصعوبة تأمينها بأسعار معقولة، الأمر الذي يثير مخاوف الأهالي من مواجهة موسم قاسٍ جديد دون حلول ملموسة.
وبحسب ما أفاد مراسل “سوريا 24” في المنطقة، فقد باشرت لجان المحروقات التابعة للإدارة الذاتية بتوزيع دفعات من مادة المازوت على القرى خلال الأسابيع الماضية، إلا أن العديد من السكان أبدوا استياءهم من نوعية المادة التي وصفوها بـ”الضعيفة”، مؤكدين أنها لا تشتعل بسهولة وتترك رواسب كثيفة في المدافئ بعد فترة قصيرة من الاستخدام.
وقال أبو خالد، أحد سكان بلدة جديد بكارة، لمنصة “سوريا 24″، إن “المازوت الذي وصلنا هذا العام ليس كما كنا نأمل، رائحته قوية جداً ولونه مائل للسواد، وعند استخدامه في المدفأة تنسد الفتحات بعد ساعات قليلة”.
وأضاف أن بعض الأهالي اضطروا إلى مزجه بكميات محدودة من المازوت التجاري المتوفر في السوق لتحسين قدرته على الاشتعال، رغم ارتفاع سعره.
من جانبه، أوضح أحد العاملين في محطة توزيع الوقود – فضل عدم ذكر اسمه – أن جودة المادة “تتأثر بمصدرها وطريقة النقل والتخزين”، مشيراً إلى أن بعض الدفعات “تصل بعد فترات طويلة من التوريد ما يؤدي إلى تراجع جودتها، خاصة في ظل قلة الرقابة الفنية على المستودعات”.
أما في الأسواق، فقد وصل سعر لتر المازوت التجاري إلى ما بين 8 و10 آلاف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة كثير من الأسر، وفق ما ذكر مراسل “سوريا 24”، ويعتمد بعض السكان على بدائل محدودة مثل الحطب أو الفحم الحجري، رغم مخاطرها الصحية وارتفاع ثمنها كذلك.
أم يوسف، وهي سيدة نازحة تقيم في ريف دير الزور منذ خمس سنوات، قالت إن أسرتها المؤلفة من ستة أفراد “لم تتلقَ سوى 100 ليتر من المازوت هذا الموسم، وهي كمية لا تكفي أكثر من أسابيع قليلة”، مضيفة: “سنحاول الاقتصاد قدر الإمكان”.
ويرى عدد من الأهالي أن تحسين نوعية المازوت وتوفيره بأسعار مناسبة “أمر ضروري لضمان بقاء الناس في منازلهم خلال الشتاء، ومنع تفاقم المعاناة الإنسانية”.
ومع استمرار شكاوى السكان وغياب حلول جذرية، يترقب الأهالي ما إذا كانت الجهات المسؤولة ستتمكن هذا العام من تأمين مادة تدفئة مناسبة قبل اشتداد البرد، أم أن الأزمة ستتكرر مجدداً كما في المواسم السابقة.







