الرقة: تدهور الخدمات الأساسية في كديران يفاقم معاناة سكانها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

تواجه قرية كديران في ريف الرقة الغربي، المطلة على بحيرة سد الحرية (المعروف سابقاً بسد البعث)، تراجعاً واضحاً في مستوى الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تفاقم معاناة سكانها الذين يزيد عددهم على عشرة آلاف نسمة. ويطالب الأهالي الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتحسين الواقع الخدمي في القرية التي تُعد من أكبر قرى المنطقة وأهمها موقعاً.

وتبرز مشكلة الطرق الداخلية كأحد أبرز التحديات اليومية، إذ تحولت معظم شوارع القرية إلى طرق ترابية تتصاعد منها الأتربة في الصيف وتغمرها الأوحال شتاءً، مما يعيق حركة السكان والمركبات ويزيد من صعوبة تنقل الطلاب إلى مدارسهم.
وقال أبو عبد الله، أحد وجهاء القرية، لموقع سوريا 24: “الطرق في معظم أنحاء القرية غير معبدة منذ سنوات، ورغم مطالباتنا المتكررة للجهات المعنية، لم نشهد أي تحسن ملموس حتى الآن. هذا الوضع يزيد من معاناة السكان، خصوصاً في فصلي الشتاء والصيف.”

وإلى جانب سوء الطرق، تعاني كديران من غياب شبكة صرف صحي متكاملة، الأمر الذي يؤدي إلى تسرب مياه الصرف في مناطق قريبة من المساكن، مسببة روائح كريهة ومخاطر صحية متزايدة.
وفي هذا السياق، قالت فاطمة العبد الله، وهي من سكان القرية، لموقع سوريا 24: “افتقار القرية إلى نظام صرف صحي منظم يجعل المياه الملوثة تتجمع قرب المنازل، مما يهدد صحة الأهالي، وخصوصاً الأطفال. نحن نعيش في ظروف بيئية صعبة تتطلب معالجة عاجلة.”

كذلك، تفاقم مشكلة النفايات من تردي الواقع الخدمي، إذ تتكدس القمامة عند مداخل القرية في غياب آلية منتظمة لجمعها أو حاويات مناسبة، ما يؤدي إلى انبعاث الروائح وانتشار الحشرات والقوارض التي تهدد الصحة العامة.
وذكر الشاب علي الحسن لموقع سوريا 24: “مداخل القرية أصبحت مليئة بالنفايات بسبب غياب الحاويات وآلية جمع القمامة المنتظمة. هذا الوضع يضر بالصحة العامة ويشوّه المظهر العام للقرية.”

وعلى الرغم من الموقع الاستراتيجي للقرية المطل على بحيرة سد الحرية وكونها نقطة اتصال مهمة بين منطقتي الشامية والجزيرة السورية، فإن غياب الخدمات الأساسية يعرقل التنمية المحلية ويحد من فرص تحسين الظروف المعيشية للسكان. لذلك، يأمل الأهالي أن تبادر الجهات الرسمية إلى تنفيذ مشاريع خدمية عاجلة تشمل تعبيد الطرق، وإنشاء شبكة صرف صحي متكاملة، وتفعيل خطة دائمة لجمع النفايات، بما يسهم في رفع مستوى الخدمات وتحسين نوعية الحياة في القرية.

إن معاناة قرية كديران تمثل نموذجاً مصغراً لتحديات الريف السوري في مجال الخدمات العامة، ما يستدعي تضافر جهود المجتمع المحلي مع السلطات المعنية لوضع حلول مستدامة تضمن بيئة صحية ومعيشة كريمة لأهالي القرية.

 

مقالات ذات صلة