اللاذقية: برج إسلام من منطقة عسكرية مغلقة إلى وجهة سياحية واعدة

Facebook
WhatsApp
Telegram

شهم ارفاد - سوريا 24

على بعد نحو 20 كيلومتراً شمال مدينة اللاذقية، يقع برج إسلام في منطقة صليب التركمان بمحاذاة الساحل السوري، حيث يلتقي البحر بالجبل في مشهد نادر يجمع بين الخضرة والزرقة.

ورغم هذا الجمال الطبيعي، بقيت هذه المنطقة لعقود مغلقة أمام سكانها الأصليين، بعد أن حوّلها النظام السابق إلى منطقة أمنية محظورة تحت ذريعة “الاعتبارات العسكرية” بسبب تموضع قصر الفار بشار الأسد على شاطئ برج إسلام، مانعاً الأهالي من الوصول إلى أراضيهم أو ممارسة حياتهم الطبيعية.

اليوم، وبعد التحرير، فُتحت هذه القرى أمام سكانها والزوار من جديد، لتصبح عنواناً للعودة والحرية، بعد أكثر من عقد من العزلة والحرمان.

الموقع والخصوصية السكانية

تتبع برج إسلام إداريًا لناحية عين البيضاء في محافظة اللاذقية، ووفق بيانات التعداد الرسمي لعام 2004، بلغ عدد سكانها 5652 نسمة، غالبيتهم من التركمان، يعتمدون على الزراعة والصيد كمصدر رزق أساسي.
المنطقة تحتل موقعاً استراتيجياً حساساً على الساحل الشمالي السوري، وتشرف على شريط بحري يمتد حتى الحدود التركية، مما جعلها موضع اهتمام أمني خاص منذ سبعينيات القرن الماضي.

التحرير… وعودة الحياة إلى الشاطئ

مع سقوط النظام السابق، تبدّل المشهد جذرياً، فالطرقات التي كانت مغلقة لسنوات فُتحت مجدداً، وبدأ الأهالي بالعودة التدريجية إلى منازلهم وأراضيهم، بينما تحولت المنطقة إلى وجهة سياحية متنامية تستقبل الزوار من مختلف المحافظات.

على الشاطئ، وفي جولة لموفد سوريا 24 سجل عدد من شهادات الأهالي الذين عاشوا مرحلتي المنع والعودة.

أبو محمد من صليب التركمان يقف اليوم قرب القصر الجمهوري السابق وهو يصطاد السمك، يتحدث بابتسامة تعبّر عن مفارقة الماضي والحاضر، ويقول: “كنا محرومين من المجيء إلى هنا، البحر أمامنا لكننا لا نستطيع الاقتراب منه.. اليوم نصطاد بحرية، وهذه أكبر نعمة بعد التحرير”.

على بعد أمتار، تقف أم علي فهيمة جوخدار قرب تنورها الطيني الذي افتتحته بعد سنوات المنع، وتقول وهي تخرج الخبز الساخن: “كنا نأتي فقط في موسم الزيتون بتصريح، ثم نغادر.. بعد التحرير فتحت التنور، وصار الناس يأتون من كل مكان”.

بعد سقوط النظام البائد غدت المنطقة قبلة للزائرين من المحافظات السورية أو من السواح العرب، حيث تعبر فاطمة طحان، الزائرة من حلب، عن دهشتها بجمال المكان: “الهواء هنا نقي والمياه فيروزية.. لا أصدق أن هذه المنطقة كانت مغلقة كل هذه السنوات”.

وفي الاتجاه نفسه، تصف آيات مصطفى القادمة من الجولان المكان بعبارة لافتة: “تشبه جزر المالديف… شاطئ لم تطأه قدم منذ زمن طويل”.

بينما يضيف إبراهيم طيباس، الزائر من الغوطة الشرقية: “كنا نسمع عن برج إسلام كمنطقة محرّمة، واليوم نراها بأعيننا.. الحمد لله على هذه الحرية”.

ومن الزوار العرب، يبدي خالد المتعب، مستثمر سعودي إعجابه بالمكان، ويقول: “زرت المكان ضمن جولة استثمارية، وصراحة لم أكن أتوقع هذا الجمال. البيئة هنا نظيفة والهدوء مدهش، تصلح للسياحة والاستثمار”.

هكذا تستعيد برج إسلام وصليب التركمان أنفاسهما بعد عقود من التعتيم والمنع، لتتحول من شريط أمني مغلق يحتكره بشار الهارب ورجالاته إلى مساحة تنبض بالحياة والحرية.

مقالات ذات صلة