دير الزور: تأخر الرواتب يزيد معاناة كبار السن

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يواجه متقاعدون وذووهم، خصوصاً كبار السن والنساء، صعوبات يومية متزايدة في استلام الرواتب من فروع المصارف العاملة في محافظة دير الزور، جراء شح السيولة النقدية، وتعطل أنظمة الصرف الإلكتروني، وتزامن فترات الصرف مع ازدحام شديد من دون تنظيم فعّال للطوابير.

نقص السيولة يزيد من الازدحام

وحسب بعض سكان دير الزور، فإن معظم الفروع تفتح أبوابها من دون توفر كميات كافية من السيولة، ما يؤدي إلى إغلاق نوافذ الصرف بعد ساعات قليلة من بدء العمل، رغم استمرار وجود طوابير طويلة خارج المباني.

وغالباً ما يُبلغ الموظفون الزبائن بـ”انتهاء الكمية” أو “عطل تقني” في البرنامج المركزي، من دون تقديم بدائل أو جداول زمنية واضحة للصرف.

الذي يهم المواطن هو قبض الراتب

في هذا السياق، أفاد عبد الرزاق الغسان، أحد سكان المحافظة، أنه توجه صباح الأمس إلى أحد فروع المصارف لاستلام راتب والدته المتقاعدة (300 ألف ليرة سورية)، لكنه لم يتمكن من الدخول بسبب الازدحام.

وقال في حديث لمنصة سوريا 24: “ما يهم المواطن أن يقبض راتبه (القليل جداً) أول الشهر، لم أستطع بالأمس قبض راتب والدتي بسبب طوابير الانتظار، والناس حين تتعطل الشبكة بعد انتظار طويل، ترفض العودة خالي الوفاض، وتخرج معبرة عن غضبها تجاه المصارف والمسؤولين”.

ويشير الغسان إلى أن طريقة إدارة الصرف، خصوصاً قرارات وقف العمل المفاجئة الصادرة عن المركز في دمشق، تعيد إنتاج سيناريوهات مألوفة من مراحل سابقة، مما يفاقم الاستياء المجتمعي.

وبحسب ما نقل الغسان عن عدد من الأهالي، يضطر بعض المواطنين إلى الانتظار منذ الساعة الرابعة فجراً، وربما يعودون من دون استلام المبلغ، ليعودوا في اليوم التالي.

غياب الحلول وتعقيدات الإعمار

ويرافق هذه الأزمة اليومية تحديات هيكلية أوسع في المحافظة، أبرزها: تدنٍ حاد في القدرة الشرائية للرواتب، بطالة مرتفعة، خصوصاً بين حملة الشهادات الجامعية، ضعف تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، رغم الوعود المتكررة، مما يحد من فرص التشغيل وتحسن الدخل، وانتشار مظاهر الفساد الإداري وسوء توزيع الموارد، بحسب شكاوى متكررة من فعاليات محلية.

ولا تزال الجهات المعنية، حسب الغسان، تفتقر إلى خطة معلنة لمعالجة أزمة السيولة أو جدولة الصرف بما يراعي الفئات الأقل قدرة على الانتظار، ككبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وفي ظل غياب مبادرات عاجلة، يبقى استلام الراتب شهرياً، في دير الزور، اختباراً يومياً للصبر والقدرة على التحمل، بدلاً من أن يكون حقاً مضموناً.

§

مقالات ذات صلة