الطاقة الشمسية في الحسكة: غلاء مرتفع وجودة متدنية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تزداد تعقيدات سوق الطاقة الشمسية في محافظة الحسكة مع اتساع الفجوة بين الأسعار المرتفعة وجودة المعدات المتراجعة، ما جعل هذه المنظومات التي يعوّل عليها الأهالي كبديل للكهرباء، تتحول إلى عبء مالي متكرر.

يقول أبو خالد من أهالي مدينة الحسكة لـ سوريا 24 إن أسعار ألواح الطاقة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يتراوح سعر اللوح الواحد بين 60 و95 دولاراً دون أي تجهيزات إضافية. ويرى أن البطاريات التي تتراوح أسعارها بين 150 و250 دولاراً لا تقدم الأداء المتوقع، إذ إن “غالبية الأنواع المتوافرة لا تصمد عاماً كاملاً”. ويشير إلى أنه أنفق نحو ألف دولار لتركيب منظومة تضم أربعة ألواح وبطاريات وإنفرتر، “لكن الأعطال بدأت بالظهور بعد فترة قصيرة رغم الالتزام بالتعليمات”.

ويؤكد أن أسعار أجهزة الإنفرتر تختلف بشكل كبير، إذ يبدأ سعر الأنواع منخفضة الجودة من 140 دولاراً، بينما تتجاوز الأنواع الأكثر موثوقية حاجز الألف دولار، ما يجعل تجهيز منظومة متكاملة “كلفة ثقيلة على معظم الأسر في الحسكة”.

من جانبه، يوضح محمد أمين، وهو يعمل في تجارة معدات الطاقة الشمسية، لـ سوريا 24 أن عوامل الشحن والرسوم الإضافية ترفع الأسعار بشكل مباشر. فتكلفة نقل الحمولة من سرمدا إلى الحسكة تبلغ نحو 1800 دولار للشاحنة الكبيرة، إضافة إلى رسوم الجمركة المفروضة على ألواح الطاقة من قبل الإدارة الذاتية، والتي تصل إلى 400 دولار للقاطرة و250 دولاراً لسيارات النقل الأصغر. ويشير إلى أن مصاريف العمالة والإيجارات والتركيب تُضاف إلى الأسعار النهائية، “ما يجعل هامش الربح محدوداً، لكن التكلفة على المستهلك مرتفعة”.

أما ناصر من ريف القامشلي الغربي، فيروي لـ سوريا 24 أنه واجه أعطالاً متسلسلة بعد أشهر من تركيب منظومته، حيث بدأت البطاريات تفقد قدرتها على تخزين الطاقة قبل أن يتراجع أداء الإنفرتر نفسه. ويضيف أنه اضطر لاستبدال البطاريات والإنفرتر معاً بتكلفة بلغت نحو 500 دولار، رغم وجود “ضمان” يفترض أن يغطي الأعطال، قبل أن يتبين أن الضمان غير فعّال عملياً.

وتبرز هذه الشهادات جانباً من الأزمة المتصاعدة في سوق الطاقة الشمسية بالحسكة، حيث تتداخل تكاليف الشحن والجمركة مع انتشار معدات ضعيفة الجودة وغياب رقابة فعلية على الضمان أو المواصفات. ويخشى الأهالي من استمرار هذا الواقع الذي يحول الطاقة الشمسية من حلٍّ لأزمة الكهرباء إلى مصدر إنفاق مستمر يرهق ميزانياتهم المحدودة.

مقالات ذات صلة