في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة، شكّل قرار تخفيض أسعار المحروقات، الذي أصدرته وزارة الطاقة مؤخراً، محطّ اهتمام واسع لدى أهالي محافظة طرطوس، نظراً لارتباطه المباشر بتكاليف المعيشة اليومية.
ورغم الترحيب الشعبي بالقرار، يبقى التساؤل الأبرز: هل سينعكس هذا التخفيض حقيقةً على أسعار السلع والخدمات، أم سيبقى حبراً على ورق؟
ترحيب شعبي بأي تخفيف لكن بشروط
يُعبر المواطنون في طرطوس عن ترحيبٍ حذر بالتخفيض، مشددين على أن أي تخفيف في أسعار المحروقات هو محل ترحيب، نظراً لارتباطها الوثيق بتكاليف الإنتاج والنقل، وبالتالي بأسعار السلع الأساسية.
وفي هذا السياق، يقول يوسف الجندي، وهو أحد سكان طرطوس في حديث لمنصة سوريا 24: “التخفيض مقبول، وأي تخفيض سيلقى ترحيباً واسعاً من المواطن، لأنه يلامسه بشكل مباشر، وأي غلاء هو مستهجن”.
ويضيف: “المحروقات تدخل في كل شيء، والمازوت يدخل في عجلة الحياة بكل تفاصيلها، من الأفران إلى المصانع إلى وسائل النقل”.
لكن ترحيب الجندي لا يأتي دون شروط. فهو يطالب بـالمتابعة الحكومية الحثيثة لضمان انعكاس التخفيض على أسعار السلع المرتبطة بالمازوت، مثل الخبز والمنتجات المحلية.
ويوضح: “المواطن ينتظر انعكاس هذا القرار على أرض الواقع، خاصة على أسعار المنتجات التي يتم تصنيعها داخلياً”.
ويشير إلى أن التخفيض يجب أن يظهر جلياً، مثلاً، في خفض 15% على السلع المحلية، نظراً لأهمية الدور الذي تلعبه المحروقات في تكاليف الإنتاج.
ويختتم قائلًا: “من المفترض أن يُترجم هذا القرار دعماً مباشراً للطبقة الفقيرة التي تمثل نحو 70% من الشعب السوري”.
قرار استراتيجي وتدابير رقابية
من جانبه، أكد أمجد مرتضى، مدير محروقات طرطوس في حديث لمنصة سوريا 24، أن هذا التخفيض ليس تصرفاً تلقائياً، بل جاء في سياق تحسن واستقرار واقع النفط في سوريا، واصفاً إياه بـ«الخطوة الأولى من نوعها منذ سقوط النظام البائد”.
ويوضح مرتضى أن القرار يهدف صراحة إلى تخفيف الأعباء المالية عن كاهل المواطنين، خاصة مع دخول فصل الشتاء، الذي يزيد من الاعتماد على المازوت للتدفئة، وعلى البنزين والديزل في النقل والخدمات.
رقابة مشددة وعقوبات قانونية
وللتأكد من وصول القرار إلى المستهلك فعلياً، أشار مرتضى إلى أن إدارة محروقات طرطوس اتخذت إجراءات رقابية صارمة، تمثلت في: توجيه دوريات رقابة الجودة لجولات ميدانية على جميع محطات الوقود ومراكز توزيع الغاز، والتأكد من الالتزام بالتسعيرة الجديدة دون تلاعب، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين، سواء من خلال تغريمهم أو إغلاق المحطات المخالفة مؤقتاً.
ما هو الأثر المتوقع؟
يجيب مرتضى على سؤال الأثر المعيشي المأمول بالقول: “المشتقات النفطية من أهم المواد بالنسبة للمواطن، وانخفاض أسعارها يشكل نقطة تحول حقيقية في الواقع المعيشي، لا سيما في ظل الأعباء المالية المتزايدة مع دخول فصل الشتاء”.
من التخفيض الرسمي إلى الواقع اليومي
يجمع أهالي طرطوس على أن القرار خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنهم ينتظرون ترجمته الميدانية، خصوصاً في ثلاثة مجالات حساسة: النقل العام والخاص، الصناعات المحلية، أفران الخبز ومصادر التدفئة.








