المعلمون يواصلون احتجاجاتهم في حلب وإدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تتواصل الاحتجاجات اليوم أمام مديريتَي التربية في حلب وإدلب، حيث يواصل المعلمون اعتصامهم لليوم السادس على التوالي احتجاجاً على سوء الإدارة وغياب الاستجابة لمطالبهم المهنية والمعيشية.

يؤكد المحتجون أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتهميش القطاع التعليمي، والتفاوت الكبير في الرواتب، دفعتهم إلى الاستمرار في الإضراب حتى تحقيق الحد الأدنى من حقوقهم.

في حلب: مطالب بالتثبيت وإنهاء العقود المؤقتة
يشير عدد من المدرسين في حلب وريفها إلى أن استمرار العمل بنظام العقود المؤقتة وحرمان العديد من المعلمين من الرقم الذاتي يشكل أحد أبرز أسباب الاعتصام.

ويؤكدون أن المعلم لا يمكن أن يقوم بعمله في ظل بيئة وظيفية غير مستقرة، وغياب إجراءات واضحة لإعادة المفصولين وتثبيت الكوادر.

فجوة واسعة في الرواتب وهجرة نحو القطاعات العسكرية
المدرس وقّاص الخضر، مدرس الرياضيات في ثانويات جرابلس منذ عام 2018، يقول لموقع “سوريا 24” إن المعلمين يعانون أوضاعاً معيشية خانقة بسبب النزوح وارتفاع تكاليف الحياة.

ويضيف أن “أقل مطلب هو زيادة الراتب بما يضمن الحد الأدنى من أساسيات المعيشة”، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة بين رواتب المعلمين ورواتب الجيش والشرطة، ما تسبب بهجرة أعداد من الكوادر التعليمية نحو هذه القطاعات بحثاً عن دخل أفضل.

دعوة لإقالة الوزير بسبب الإهمال الإداري وتجاهل مطالب المعلمين
المدرس إبراهيم الحسن (لغة إنكليزية) طالب عبر موقع “سوريا 24” الجهات العليا بإنصاف المعلمين، موجهاً انتقاداً لاذعاً للوزير الذي وصفه بأنه غير مكترث بأوضاع موظفي وزارته.

وأشار إلى وجود تفاوت كبير في الرواتب بين القطاعات الحكومية، بينما يحصل المعلمون على أدنى الفئات. كما لفت إلى تعهدات سابقة بالمساواة بين القضاة والمعلمين، “لكن هذه الوعود بقيت كلاماً دون تنفيذ”.

تهديدات إدارية واستمرار الإضراب دون أي رد رسمي
في إدلب، تواصلت احتجاجات معلمي المحافظة ضد السياسة الحكومية تجاه ملف التعليم.
قال المدرس رامي محمد من إدلب إن مطالب المعلمين في الشمال السوري تتركز على وقف الضغوط الإدارية التي يمارسها بعض الموجهين ومديرية التربية، إضافة إلى زيادة الرواتب.

واستغرب رامي محمد عدم اكتراث الوزارة بحراك المعلمين رغم مرور نحو أسبوع على انطلاقته، مؤكداً أن القائمين على ملف التعليم لا يتحملون أي مسؤولية أخلاقية تجاه ما يجري.

أما المعلمة فاطمة كلاوي، فطالبت عبر موقع “سوريا 24” برفع الرواتب وتثبيت الوكلاء بما يتناسب مع طبيعة معاناة المعلم، فيما كشفت معلمة أخرى، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، عن تعرض المعلمين في مجمع سرمدا التربوي لتهديدات عبر مجموعات “الواتس” تحذر من المشاركة في الاحتجاجات، وتعمل على إعداد قوائم فصل بحق المشاركين.

نقيب المعلمين: أصلاء لا وكلاء
من جهته، أوضح نقيب المعلمين السوريين الأحرار محمد حميدي لموقع “سوريا 24” أن “أحد أبرز دوافع الإضراب هو النهج الخاطئ للحكومة في التعامل مع المكلّفين، ووجود معلمين خدمتهم أقل من 500 يوم لم يشملهم قرار الرقم الذاتي”.

وطالب حميدي بمنح رقم ذاتي أصيل وليس عقوداً مؤقتة، وإعادة المفصولين بقرارات رسمية، إضافة إلى معالجة جوانب لوجستية عدة تعيق عمل المعلم وتؤثر على جودة العملية التعليمية.

تستمر اعتصامات المعلمين في حلب وإدلب كإشارة واضحة إلى حجم الاحتقان داخل القطاع التربوي، وإلى الفجوة المتزايدة بين الواقع المعيشي للمدرسين والوعود الحكومية غير المنفذة.

وبين المطالب النقابية، وشهادات المعلمين، واتساع دائرة الاستياء، يبدو أن الأزمة لن تتوقف ما لم تبادر الجهات الرسمية إلى اتخاذ خطوات عملية تعيد الاعتبار للمعلم وتوفر بيئة عمل مستقرة وآمنة.

مقالات ذات صلة