درعا: تصعيد إسرائيلي.. أهالي جملة يطالبون بكشف مصير معتقليهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

لؤي ابو السل - سوريا 24

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات أمنية في قرية جملة بريف درعا الغربي، تمثلت في مداهمات متكررة، وحواجز شبه يومية، واقتحامات مفاجئة لمنازل مدنيين، كان أبرزها العملية التي نُفذت فجر الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2025، وأسفرت عن اعتقال ثلاثة شبان من أبناء القرية.

ويطالب أهالي جملة بالكشف الفوري عن مصير أبنائهم المعتقلين، وسط تصاعد القلق في البلدة التي تعيش أجواء من التوتر والاضطراب، في ظل غياب أي معلومات رسمية عن أماكن الاحتجاز أو أسباب الاعتقال، واستمرار التوغلات التي تفاقم المخاوف لدى السكان.
ووفقًا لمصادر محلية مطلعة تحفظت على ذكر اسمها لأسباب أمنية، فإن المعتقلين هم:

محمود مزيد البريدي، عنصر في قوات الأمن الداخلي السوري، ويعاني مشاكل قلبية مزمنة.

محمد مهنى البريدي، عنصر آخر في قوات الأمن الداخلي العامل في المنطقة.

محمد تركي السموري، محرر حديثًا من سجن صيدنايا بعد سقوط نظام الأسد، وكان قد عاد إلى قريته قبل اعتقاله بفترة وجيزة.

عملية مباغتة… واقتحامات بالقوة

نُفذت عملية الرابع من أكتوبر بقوة إسرائيلية كبيرة تضم نحو 18 آلية عسكرية مدعومة بطائرات استطلاع، حيث تم اقتحام منازل المعتقلين بالقوة، وخلع الأبواب، وتوثيق لحظات الاعتقال عبر تصوير المعتقلين قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة. ولم تُصدر أي جهة إسرائيلية بيانًا رسميًا حول العملية، كما لم تقدم دمشق أو أي جهة مسؤولة تفسيرًا لما جرى.

مداهمة لاحقة… وأسئلة عن أقارب المعتقلين

في مساء يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، داهمت قوة إسرائيلية منزل أحد المعتقلين الثلاثة، وطرحت أسئلة مباشرة عن شقيقه وشقيقته.
وبحسب المصادر، فإن الأخت طالبة جامعية في العاصمة دمشق، في حين لم يكن الشقيق متواجدًا في المنزل أثناء الاقتحام، وهو ليس طالبًا جامعيًا.
غياب الشقيقين وقت المداهمة زاد من حالة التوتر لدى العائلة، ورسخ شعور الأهالي بأن أي فرد في جملة قد يكون معرضًا للاعتقال، حتى لو لم يكن متورطًا أو مقيمًا حاليًا في القرية.
وأكدت المصادر أن هذه المداهمة تشير إلى توسع في نطاق التحقيقات، قد يشمل أقارب المعتقلين أو أفرادًا آخرين من محيطهم العائلي.

حواجز وتدقيق… وقائمة موسعة من المطلوبين

أفاد مراسل “سوريا 24” في ريف درعا بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل نصب حاجز شبه يومي على طريق المسريتية – جملة، عند أطراف وادي الجملة، حيث تُجرى عمليات تفتيش دقيقة للمارة، تشمل التدقيق في الهويات وطرح أسئلة حول أسماء يُعتقد أنها مدرجة ضمن “قائمة جديدة” من المطلوبين.
وأشار المراسل إلى أن الحاجز يتزامن غالبًا مع تحركات لعناصر من الأمن الداخلي السوري، وظهور وفد روسي في المنطقة، ما يعكس حجم التعقيد الأمني وتعدد الأطراف المتدخلة ضمن رقعة جغرافية ضيقة.

شلل اقتصادي وضغوط نفسية متزايدة

تُظهر المعطيات من داخل جملة أن الحياة اليومية تشهد نوعًا من الشلل التدريجي، حيث تقلصت حركة الأهالي على الطرق، وتوقفت معظم الأسواق عن العمل، كما أُرجئت أعمال البناء خشية الاقتحامات، وتعرض القطاع الزراعي، الذي يمثل مصدر الدخل الرئيسي للسكان، لأضرار كبيرة بسبب استمرار التوتر الأمني.
ويقول أحد وجهاء المنطقة، بحسب ما نقلته المصادر: “الخوف لم يعد مجرد شعور عابر… بل أصبح جزءًا من الحياة اليومية”.

خاتمة

وسط غياب المعلومات الرسمية وتصاعد وتيرة العمليات الأمنية الإسرائيلية، تتزايد مخاوف أهالي جملة من أن يتحول غموض مصير أبنائهم إلى واقع طويل الأمد، في منطقة تتداخل فيها الأجندات الأمنية وتتراجع فيها المؤشرات على وجود حلول قريبة.
وفيما لا تزال الجهات المعنية تلتزم الصمت، يبقى مطلب الأهالي واضحًا: الكشف عن مصير المعتقلين، ووضع حد لحالة القلق وعدم اليقين التي تخيم على حوض اليرموك منذ أسابيع.

مقالات ذات صلة