ريف دمشق: وصول قافلة عودة من الشمال إلى حمورية وجسرين

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

وصلت ليلة أمس الأحد قافلة عائلات عائدة من مناطق الشمال السوري، وتحديدًا من عفرين ومحيطها، إلى بلدات حمورية وجسرين وبلدات أخرى في الغوطة الشرقية، ضمن مشروع إنساني يهدف إلى تسهيل العودة الطوعية والآمنة للأسر النازحة إلى مناطق سكنها الأصلية في ريف دمشق.

وتُعدّ هذه القافلة الأولى ضمن أربع قوافل مخطط لها، حيث ضمّت ستًا وأربعين أسرة غادرت مناطق عفرين المدينة وراجو وعيم حجر وجنديرس والأشرفية والمحمودية، متجهة نحو ريف دمشق إلى بلدات زملكا وجسرين وحمورية والتضامن والمليحة وببيلا وبيت سحم والعتيبة ودوما وحرستا وحران العواميد ومساكن الغسولة والشيفونية وحوش نصري.

يأتي تسيير القافلة ضمن مشروع لوجستي واسع يستهدف معالجة التحديات التي تعرقل عودة النازحين، إذ تواجه العديد من الأسر صعوبة في الانتقال بسبب غياب وسائل النقل المناسبة أو عدم القدرة على تحمّل تكاليفها.

خالد خطيب، مدير المشروع، قال في حديث خاص لـ”سوريا 24”، إن عملية نقل الأسر من المخيمات إلى المناطق السكنية تمثّل مرحلة أساسية لضمان عودة كريمة وآمنة، لكنها غالبًا ما تصطدم بعقبات لوجستية ومادية كبيرة.

وأضاف أن المشروع جاء لتأمين وسائل نقل آمنة ومنظمة تساعد العائلات على الوصول إلى مناطق سكنها المستدام، من خلال توفير حافلات بولمان لنقل الأشخاص وشاحنات مخصّصة لنقل الأثاث، وذلك بالتعاون بين جمعية غراس الخير الإنسانية وشريكها الدولي MAA، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية والمحلية لضمان تنفيذ العملية وفق المعايير الإنسانية.

ويستهدف المشروع نقل ما يقارب مئتي أسرة من مدينة عفرين وما حولها خلال أربع دفعات. وقد انطلقت القافلة الأولى في الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2025، بينما يجري العمل حاليًا على تجهيز القافلة التالية، المتوقع انطلاقها في الرابع من كانون الأول المقبل.

ويأمل القائمون على المشروع أن تسهم هذه الخطوة في تسريع عودة العائلات تدريجيًا إلى مناطقها، وتخفيف الأعباء المعيشية التي لا تستطيع الكثير من الأسر تحمّلها وفق إمكانياتها الحالية.

وتشرف على تنفيذ المشروع جمعية غراس الخير الإنسانية، وهي جمعية سورية غير ربحية تأسست عام 2014 في تركيا وتحمل ترخيصًا رسميًا، كما أنها عضو مؤازر في الندوة. تعمل الجمعية على دعم الفئات الأكثر ضعفًا من الرجال والنساء والأطفال عبر برامجها الأساسية في قطاعات الأمن الغذائي وسبل العيش والمأوى والمواد غير الغذائية والتعليم والحماية والكفالات، إلى جانب دور محوري في تنسيق المخيمات وإدارتها. وتؤكد الجمعية أن المشروع يأتي في سياق جهودها الرامية إلى دعم العودة الطوعية الآمنة، وتمكين العائلات من الانتقال نحو بيئة أكثر استقرارًا واندماجًا.

وتمثّل القافلة الأولى مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من عمليات العودة المنظمة بعد سنوات طويلة من النزوح، في ظل آمال بأن تسهم القوافل المقبلة في إعادة الاستقرار إلى بلدات الغوطة، وإتاحة فرصة حقيقية للعائلات للعودة إلى نمط حياة أكثر أمانًا واستدامة داخل مجتمعاتها الأصلية.

 

مقالات ذات صلة