أُطلقت في مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي حملة خدمية تحت اسم “عزّتنا بفزعتنا”، تهدف إلى إزالة الركام وفتح الطرقات في بلدة اللطامنة المجاورة، التي تعرّضت لدمار واسع خلال السنوات الماضية نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له.
وقال أحمد الصيادي، مدير منطقة محردة، لموقع “سوريا 24“، إن الحملة انطلقت بمشاركة 28 آلية من مدينة حلفايا، بينها تركسات وقلابات ومعدات فنية، موضحًا أنها تستهدف إزالة نحو 20 ألف متر مكعب من الأنقاض من أصل ما يُقدّر بـ300 ألف متر مكعب، ضمن خطة تهدف إلى تسهيل الحركة داخل البلدة وتشجيع الأهالي على العودة إلى منازلهم.
لجنة أهلية: فزعة محبة ووفاء
من جهته، اعتبر منذر سويدان، عضو في اللجنة الخدمية بحلفايا، أن المبادرة “هي من أبناء المدينة لأهالي بلدة اللطامنة، وفاءً لتضحياتهم خلال سنوات الثورة”.
وأوضح لموقع “سوريا 24” أنه “تم التنسيق مع أصحاب المعدات قبل أيام”، مشيرًا إلى أنّ هذه الحملة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى المنطقة. ورغم إدراكه أنها غير قادرة على إزالة كل الركام، إلا أنه أكد أنها تحمل رسالة تضامن حقيقية، وتُعزز روح التكاتف بين أهالي المنطقتين.
اللطامنة: دمار واسع وآمال معلّقة
في المقابل، عبّر عدد من أهالي اللطامنة عن امتنانهم للمبادرة، رغم قساوة المشهد والدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الجوية. وقال محمود العبد الله، من أبناء البلدة: “نشكر أهالي حلفايا على هذه الوقفة الأخوية، التي تعبّر عن وحدة المصير بين البلدتين”.
أما أمجد القاسم، أحد العائدين إلى اللطامنة بعد نزوح دام أكثر من 13 عامًا، فقال: “البلدة تعرّضت لدمار شبه كامل وتعاني من كارثة خدمية بكل المقاييس”. وأضاف أن “هذه المبادرة تحمل قيمة معنوية كبيرة قبل أن تكون مادية، لأنها تعيد روابط الود بين الجيران، وتفتح بابًا للأمل”، متمنيًا أن تتكرّر مثل هذه الفزعات في باقي المناطق المتضررة.
بصمة مجتمعية تحت الركام
رغم قسوة الواقع، تُعدّ المبادرات الأهلية مثل “عزتنا بفزعتنا” شاهدًا حيًا على بقاء روح التكاتف والتضامن في وجه الدمار والإهمال. وبين الجرافات والأيادي المتطوعة، تُكتب فصول من المسؤولية المجتمعية، وتُرسم ملامح أمل جديد، ولو كانت البداية من تحت الأنقاض.












