حمص: محولات كهربائية متهالكة تضاعف معاناة الأهالي في دير بعلبة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يشهد حي دير بعلبة في مدينة حمص أزمة خدمية متفاقمة تعود جذورها إلى غياب محولات كهربائية جديدة، واستمرار اعتماد الحي على تجهيزات متهالكة، رغم الزيادة الملحوظة في عدد السكان وعودة العديد من الأهالي إلى منازلهم خلال الأشهر الماضية.

ومع تزايد الضغط على الشبكة، باتت الأعطال شبه يومية، فيما تتوسع شكاوى الأهالي من غياب الحلول الجذرية حتى الآن.

أسباب الأزمة: شبكة متهالكة وغياب البدائل

تعود المشكلة الأساسية، وفق إفادات السكان، إلى عدم تزويد الحي بمحولات جديدة قادرة على تحمّل التوسع العمراني والزيادة السكانية.

ومع بقاء الشبكة على حالها منذ سنوات، وغياب أعمال الصيانة الكافية، باتت الأعطال تطال المحولات القليلة العاملة نتيجة الضغط الكبير عليها. كما يفاقم الاستجرار الكهربائي العشوائي من تردّي الوضع، في ظل افتقار عدد كبير من المنازل إلى عدادات نظامية.

عدد المحولات لا يكفي والاحتياج يتصاعد

وبحسب ما قاله فهد ديب، أحد سكان دير بعلبة وعضو لجنة الحي، في حديث لمنصة “سوريا 24″، فإن المنطقة “تحتاج إلى عدد كبير من المحولات الكهربائية” نتيجة التزايد اليومي في أعداد العائدين.

ويوضح أن المحولات الحالية “لم تعد تتحمّل الضغط الكبير”، ما أدى إلى تكرار الأعطال وتضرّر بعضها خلال الأشهر الماضية.

تبعات مباشرة على حياة الأهالي

يتحمّل السكان تبعات يومية لهذه الأزمة، إذ يعتمد معظم الأهالي على الكهرباء في التدفئة، في ظل غلاء المازوت وعدم قدرة العائلات على شراء المحروقات، وفق ديب.

ومع تضرّر الشبكة، تتراجع ساعات التغذية، ويضطر السكان للجوء إلى بدائل مكلفة أو غير آمنة.

ويؤكد ديب أن “الحل الجذري غير متاح حالياً”، مشيراً إلى أن الحي يعاني منذ سنوات من تهميش خدمي، وتضرّر كبير في البنية التحتية منذ فترة سيطرة النظام السابقة، والقصف الذي تعرّضت له المنطقة.

دمار واسع في الجنوب وجزئي في الشمال

ويُقسَم حي دير بعلبة إلى قسمين: الجنوبي، الذي وصلت نسبة الدمار فيه إلى نحو 90%، والشمالي، الذي يعاني من دمار جزئي، ما يجعل توزيع الخدمات أكثر صعوبة، ويؤخر عمليات إعادة التأهيل.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قامت الجهات الخدمية خلال الأشهر الماضية بعدد من التدخلات الجزئية، تركزت على إصلاح الأعطال الطارئة فقط، دون تنفيذ مشروع أكبر لتبديل المحولات أو تجديد الشبكة.

وكان محافظ حمص قد زار الحي في آذار الماضي، والتقى بوجهاء المنطقة، واستمع إلى شكاوى الأهالي المتعلقة بالمياه والكهرباء والوضع الإنساني والخدمات الأساسية.

وخلال الزيارة، تم تسليط الضوء على حجم الأضرار الكبيرة التي خلّفها القصف السابق، وسط آمال من السكان بأن تُشكّل الزيارة بداية لتحسين الواقع الخدمي.

إلا أن الأهالي يؤكدون اليوم أن الوعود لم تتحوّل بعد إلى إجراءات عملية، فيما تبقى الحاجة ملحّة لتأهيل الشبكة وتزويد الحي بمحولات جديدة، تخفف الضغط وتعيد بعض الاستقرار إلى حياة السكان اليومية.

ويأمل أبناء دير بعلبة أن تُؤخذ مطالبهم هذه المرة على محمل الجد، وألا تبقى رهينة الزيارات البروتوكولية، في وقت تتسارع فيه احتياجات السكان مع حلول الشتاء، وتنامي اعتمادهم شبه الكامل على الكهرباء.

مقالات ذات صلة