شبكات الاحتيال الاجتماعي: منصّات تداول وهمية تستنزف مدخرات السوريين

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

في ظل الضائقة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، تشهد مواقع التواصل في سوريا انتشارًا واسعًا لإعلانات منصّات تداول واستثمار تُقدَّم على أنها فرص ذهبية لتحقيق الربح السريع.

لكن خبراء الأمن الرقمي يحذّرون من أن معظم هذه المنصّات وهمية بالكامل، وتعمل وفق مخطط احتيالي منظم يستهدف فئات واسعة من المستخدمين عبر أساليب تسويق احترافية وقدرات تقنية متقدمة.

يقول عبد الرحمن شواخ، خبير الأمن الرقمي، في تصريح لـ “سوريا 24” إن “الاحتيال في منصّات التداول لم يعد بسيطًا أو بدائيًا، بل أصبح صناعة متكاملة تُدار من فرق محترفة تستغل حاجة الناس للربح وتستخدم واجهات براقة لإخفاء واقعها الاحتيالي”.

واجهة براقة تخفي شبكة احتيال

يبدأ السيناريو، بحسب شواخ، من إعلانات ضخمة على وسائل التواصل تتضمن شهادات مزيفة لأشخاص يزعمون تحقيق أرباح خيالية، إضافة إلى مواقع وتطبيقات مصممة باحترافية عالية توحي بالمصداقية. ويشير إلى أن الدعم الفني في البداية يكون نشطًا للغاية، بهدف كسب الثقة وإقناع الضحية بأن المنصة مرخصة وشرعية.

الإيداع الأولي.. فخ الثقة

بعد نجاح مرحلة الإغراء، تُطلب من المستخدم مبالغ صغيرة للإيداع الأولي.

ويشرح شواخ أن المحتالين غالبًا يسمحون بسحب مبالغ بسيطة في البداية، لإيهام المستخدم بأنه يتعامل مع منصة حقيقية، وهذه أخطر مرحلة لأنها تفتح الباب للإيداعات الأكبر.

مضاعفة الإيداعات.. قبل الإغلاق

عندما يشعر الضحية بالأمان، تنتقل المنصة إلى مرحلة أخرى تقوم فيها بإقناعه بزيادة الإيداع بحجة فتح مزايا جديدة أو زيادة الأرباح.
ويقول الخبير الرقمي: “ترسل هذه المنصات ما يسمى بالمستشار المالي، وهو في الحقيقة شخص مدرب على الإقناع، يعرض على الضحية أرباحًا وهمية داخل التطبيق بهدف جمع أكبر مبلغ ممكن قبل الإغلاق”.

تعطيل السحب.. ثم الاختفاء الكامل

بعد جمع مبالغ كبيرة، يبدأ الانهيار التدريجي: يتوقف السحب بحجة الصيانة أو التحقق الأمني، يختفي الدعم الفني فجأة، ثم تُغلق المنصة أو تعود للظهور باسم جديد. هذه اللحظة هي التي يدرك فيها الضحايا أنهم وقعوا في فخ احتيالي محكم، يوضح شواخ.

كيف تكشف المنصة الاحتيالية؟

نصائح شاملة من خبير الأمن الرقمي، إذ يشدد شواخ على ضرورة التحقق من السجل القانوني لأي منصة، من مقرها وترخيصها والجهة المالية التي تشرف عليها، إضافة إلى التأكد من وجود فريق معروف بأسماء حقيقية. غياب هذه المعلومات مؤشر واضح على الخطر.

ويؤكد أن أي منصة تقدم وعودًا بأرباح ثابتة أو سريعة أو مضاعفة خلال فترات قصيرة، أو تدعي تحقيق الربح دون مخاطرة، فهي احتيالية بشكل شبه مؤكد، لأن الأرباح المضمونة لا وجود لها في أي استثمار حقيقي.

كما يلفت إلى ضرورة الحذر من المنصات التي تظهر الأرباح رقميًا فقط داخل التطبيق دون وثائق أو فواتير أو إثباتات تداول أو إمكانية ربط الحساب بمنصات عالمية معروفة، وهو ما يشير بوضوح إلى أرباح برمجية وهمية.

ويحذر شواخ من التعامل مع التحويلات غير الرسمية، سواء عبر محافظ رقمية مجهولة أو وسطاء محليين أو عملات مشفرة دون عقود، مؤكدًا أنها السمة الأبرز للمنصات الاحتيالية.

وينصح دائمًا باللجوء إلى خبراء أمن رقمي أو مختصين في الاستثمار قبل الإقدام على أي خطوة مالية، لأن الاستشارة المسبقة قد تمنع خسارة كبيرة.

أما المستخدمون الراضون الذين يظهرون في التعليقات أو مقاطع الفيديو، فهم، بحسب شواخ، إما حسابات مزيفة، أو ضحايا تم خداعهم بالسحب الأولي، أو أشخاص يحصلون على نسبة مقابل إحالة مزيد من الضحايا.

ويختم الخبير الأمني بنصيحة يعتبرها “القاعدة الذهبية”:
إذا لم تستطع سحب أموالك خلال ثوانٍ، فهذا يعني ببساطة أنك لا تملكها.

مقالات ذات صلة