قدّم أبو فارس البدوي، أحد أبناء بلدة بيت جن، في تصريح خاص لـ سوريا 24، رواية تفصيلية عما جرى فجر اليوم الجمعة خلال ساعات القصف والتوغّل التي تعرّضت لها البلدة، مؤكداً وقوع دمار واسع وخسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.
وقال أبو فارس إن القصف بدأ قبيل الفجر باستخدام المدفعية والطيران الحربي والمروحي والطائرات المسيّرة، واستمر حتى الساعة السادسة صباحًا، موضحًا:
“بدأ القصف بالمدفعية والطيران المروحي والحربي والطائرات المسيّرة، واستمر حتى السادسة صباحًا. استيقظنا على مشاهد الشهداء، وكانت بعض الجثث ممزقة بالكامل.”
ووفق شهادته، أدى القصف إلى استشهاد نحو 13 مدنيًا وإصابة ما بين 10 إلى 15 آخرين، مع احتمال ارتفاع الحصيلة، مشيرًا إلى أن منازل كثيرة دُمّرت بالكامل. وأضاف:
“تعرضت منازل عدة للدمار الكامل. احترق منزلي بالكامل وفقدت خمس سيارات نتيجة القصف العشوائي الذي نشر الذعر بين النساء والأطفال.”
وأشار أبو فارس إلى أن ما وقع اليوم يأتي امتدادًا لاقتحام سابق قبل عدة أشهر، قائلاً:
“قبل خمسة أو ستة أشهر، اقتحمت القوات البلدة وقتلت أحد أبنائها، وفي سبعة أشخاص لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم، رغم تقديم شكاوى إلى قوات الأندوف واليونيفيل.”
وحذّر من تكرار الاقتحامات العشوائية، مؤكدًا أن مثل هذه الممارسات قد تتسبب بكارثة إنسانية:
“أي دخول عشوائي إلى البلدة سيؤدي إلى سفك دماء ومجازر. نطالب بأن يتم أي إجراء عبر القنوات الدولية المختصة، وليس عبر عمليات عسكرية مفاجئة.”
وتأتي شهادة أبو فارس وسط تطورات ميدانية شهدتها بيت جن صباح اليوم، بعد عملية توغل نفذتها قوة إسرائيلية داخل البلدة بهدف اعتقال عدد من الشبان، وفق ما أفاد مراسل سوريا 24 في دمشق. وترافق التوغل مع قصف مدفعي وجوي كثيف أدى إلى دمار واسع، وأسفر عن استشهاد 13 مدنيًا وإصابة عدد كبير من السكان، بينهم نساء وأطفال، فيما دُمّر منزل بالكامل فوق أصحابه.
وأكد المراسل أن الأهالي تصدّوا للقوة المتوغلة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة 6 جنود إسرائيليين، بينما انسحبت القوة تاركة خلفها عربة مصفحة معطوبة. وأفاد مصدر عسكري لـ سوريا 24 بأن القوات الإسرائيلية سجلت 16 إصابة في صفوفها، بينهم ضابطان.
وأوضح مصدر طبي وصول 11 جريحًا وحالة وفاة إلى مشفى المواساة بدمشق، مع توقعات بارتفاع العدد في الساعات المقبلة. كما جرى نقل جثامين 6 شهداء إلى المشفى، بينما دُفن أربعة آخرون في مزرعة بيت جن بسبب تعذر الوصول إليهم.
في الوقت ذاته، أدانت وزارة الخارجية السورية العملية، معتبرة أنها “انتهاك خطير للسيادة السورية وتهديد مباشر لأمن البلاد”، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تبعاتها.








