في خطوة تُعد من الأكبر من نوعها في ريف دمشق منذ أشهر، أُطلقت في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حملة واسعة لإزالة وترحيل الأنقاض في مدينتي داريا ودوما، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبإشراف مباشر من فرق الدفاع المدني السوري.
75 ألف متر مكعب من الأنقاض… بداية طريق طويل
المهندس علي حاميش، مدير مشروع ترحيل الأنقاض في ريف دمشق، أكد في حديث خاص لـ”سوريا 24” أن المشروع يهدف إلى ترحيل نحو 75 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن مرحلة العمل الحالية، موزعة على الشكل التالي:
30 ألف متر مكعب في داريا
45 ألف متر مكعب في دوما
ويشير حاميش إلى أن انطلاق الحملة من داريا جاء لاعتبارات فنية وواقعية مرتبطة بحجم الدمار في المدينة، ولأهمية الإسراع بتسهيل عودة الأهالي واستكمال مشاريع إعادة التأهيل.
من الإزالة إلى التدوير… صناعة جديدة من ركام الحرب
وبحسب مدير المشروع، لن تقتصر عمليات الفرق على ترحيل الأنقاض فحسب، بل ستشمل إنشاء منظومة تدوير متكاملة تضم:
فرازة، كسارة، معمل بلوك، معمل إنترلوك، ومعمل بلاط.
وتهدف هذه المنشآت إلى إعادة تدوير الأنقاض واستخدامها في مشاريع إعادة الإعمار، لتكون جزءًا من البنية التحتية الجديدة للمدينتين. ويؤكد حاميش أن المشروع سيكون “لبنة أساسية في إعادة إعمار سوريا خلال السنوات المقبلة”.
داريا الأكثر دمارًا… وعودة الأهالي تصطدم بالركام
من جهته، أوضح عامر خشينة، نائب مدير منطقة داريا، أن المدينة ما تزال تعاني من دمار واسع يتراوح بين 60% و70%، خصوصًا في الأحياء الشمالية حيث تعيق الأنقاض حركة الأهالي ومنعهم من البدء بترميم منازلهم ومحالهم.
وقال خشينة في تصريح خاص لسوريا 24 : “الأهالي يعودون من الشمال السوري، ولبنان، والأردن، وتركيا… لكن العائق الأكبر هو الأنقاض وتكلفة إزالتها المرتفعة جدًا. اليوم يقدّم المشروع حلًا جوهريًا، إذ تتكفل فرق الدفاع المدني وبالشراكة مع مركز الملك سلمان بإزالة الأنقاض مجانًا، ما يسهّل على الأهالي بدء أعمال الترميم”.
وأشار إلى أن المواد الناتجة عن تدوير الأنقاض ستعود بالفائدة مباشرة على المدينة من خلال استخدامها في مشاريع خدمية تنفذها بلدية داريا.
عام واحد لإنجاز المشروع… والتنفيذ قد ينتهي قبل الموعد
وبيّن خشينة أن المدة الزمنية المحددة للمشروع هي عام كامل، إلا أن فرق العمل تتوقع انتهائه قبل ذلك نظرًا لحجم الآليات والكوادر المخصصة، مؤكدًا أن الأولوية هي فتح الطرقات وتهيئة البيئة المناسبة لعودة السكان.
إعادة تأهيل… وإعادة حياة
يُعد مشروع إزالة الأنقاض في داريا ودوما والحجر الأسود خطوة حيوية لإعادة تأهيل ما دمرته سنوات الحرب، ويدخل ضمن جهود أوسع لدعم المجتمعات المحلية وتحسين الواقع الخدمي، خصوصًا في المدن التي شهدت عمليات عسكرية واسعة وتهجيرًا قسريًا.
ومع بدء تنفيذ المشروع فعليًا، تتجدد آمال الأهالي بعودة الحياة تدريجيًا إلى مدنهم التي أنهكها الدمار، فيما تُفتح نافذة جديدة نحو إعادة الإعمار، انطلاقًا من الركام نفسه.










