شهدت مدينة طرطوس خطوة جديدة في مسار تطوير التعليم البحري، مع تنفيذ أول محاكاة عملية مباشرة لطلاب المدرسة البحرية على متن سفينة حقيقية، في تجربة وُصفت بأنها “الأولى من نوعها” على مستوى المدارس البحرية في سوريا.
الزيارة، التي نفذها مدير المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري محمود القدور، جاءت بهدف متابعة واقع التدريب العملي وتطويره بما يواكب احتياجات سوق العمل البحري.
وقال القدور في حديث لمنصة سوريا 24 إن هذه الزيارة تُعد “هامة والأولى من نوعها” لمدير المؤسسة في مدرسة الثانوية البحرية في طرطوس، حيث جرت سلسلة من الدروس الميدانية بالتعاون مع مدير ميناء طرطوس والمدير العام لمرفأ طرطوس، وذلك على متن السفينة “Princess A’ala”.
وأوضح أن المحاكاة جاءت “لتجسيد الواقع العملي الذي يعيشه البحار على متن السفينة”، حيث تم تنفيذ شروح تفصيلية على أرض الواقع من قبل مختصين كلفهم المدير العام للمؤسسة العامة للتدريب والتأهيل.
وشارك جميع طلاب المدرسة البحرية بمختلف صفوفهم واختصاصاتهم في التدريب، ملتزمين بكامل إجراءات السلامة أثناء الصعود إلى السفينة، فيما تابع القدور شخصيًا كل التفاصيل، مؤكدًا حرصه على سلامة الطلاب ومراقبة سير العملية التدريبية.
وقال إنه لم يغادر الميناء “حتى غادر آخر طالب الرصيف 14 الذي ترسو عنده السفينة”.
وأكد القدور أن هذا النوع من المحاكاة “من شأنه رفع الكفاءة العلمية والعملية للطلاب”، إذ يتيح لهم رؤية ما يدرسونه نظريًا في الكتب “على حقيقته وواقعه”، الأمر الذي يعزز جاهزيتهم المهنية ويزيد فرص حصولهم على عمل بعد التخرج، ما يعكس فائدة مباشرة على القطاع البحري في البلاد.
ركيزة لقطاع النقل والتجارة
وفي سياق متصل، أكد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في حديث لمنصة سوريا 24، أن التعليم والتدريب البحري في سوريا يُعدان إحدى الركائز الأساسية لتأهيل كوادر وطنية قادرة على الاندماج في سوق العمل البحري، وهو قطاع يرتبط مباشرة بحركة التجارة والنقل والمرافئ والصناعات اللوجستية.
وأوضح علوش أن امتلاك كوادر مدربة وفق معايير المنظمة البحرية الدولية (IMO) يعد شرطًا أساسيًا لرفع كفاءة عمل الموانئ والسفن، وتعزيز مستوى السلامة البحرية وحماية الأرواح والممتلكات. وتشرف المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري على إعداد البرامج التعليمية والإشراف على الامتحانات وإصدار الشهادات اللازمة.
المدارس البحرية في سوريا
ثانوية النقل البحري في طرطوس
• عدد المدرسين: 22 مدرسًا
• عدد الطلاب: 415 طالبًا
• آلية التدريب: تعتمد على التدريب العملي داخل المرافئ واستخدام المعدات البحرية الحقيقية، بهدف تأهيل الطلاب للاندماج المباشر في العمل.
الثانوية البحرية في اللاذقية
• عدد المدرسين: 40 مدرسًا
• عدد الطلاب: 372 طالبًا
• أسلوب التدريب: الدمج بين الدروس النظرية والتدريبات التطبيقية على السفن والتجهيزات الملاحية والهندسية التي تحاكي بيئة العمل البحري.
أهمية للاقتصاد الوطني
أكد علوش أن التعليم البحري يمثل “خط الدفاع الأول لسلامة الملاحة البحرية”، مشيرًا إلى جملة من الأدوار الحيوية التي يلعبها هذا القطاع، منها:
• تأهيل ضباط ملاحة ومهندسين بحريين وطواقم تشغيل سفن ومهنيي موانئ.
• دعم قطاع التجارة الخارجية الذي يعتمد بشكل كبير على النقل البحري.
• رفع مستوى السلامة وتقليل الأخطاء عبر تدريب متخصص وفق معايير عالمية.
• تأمين فرص عمل واسعة داخل سوريا وخارجها نظرًا للطلب العالمي على الكوادر البحرية.
• تعزيز موقع سوريا كممر تجاري وبحري عبر رفد المرافئ بكفاءات تقنية عالية.
تطوير مستمر للبرامج والمناهج
وختم علوش بالتأكيد على أن المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري تواصل تحديث مناهجها وتطوير معدات التدريب وتوسيع نطاق العمل الميداني، بما يضمن تخريج كوادر قادرة على دعم المرافئ السورية وأساطيل النقل البحري، والإسهام في النهوض بقطاع بحري يُعد أساسيًا للاقتصاد الوطني.








