في الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد (8 كانون الأول 2024)، تتجهز محافظة طرطوس، ولا سيما جزيرة أرواد، لاستعدادات واسعة للاحتفال بما يُوصف بـ”اليوم التاريخي” في تاريخ سوريا، وسط حماس شعبي كبير ورسائل تنموية واضحة وجهها المواطنون إلى الحكومة الجديدة.
مطالب من الحكومة السورية الجديدة
فقد نقل يوسف جنيد، أحد سكان طرطوس في حديث لمنصة سوريا 24، جملة مطالب جوهرية تمحورت حول أولويات مرحلة ما بعد التحرير، أبرزها:
– معالجة أزمة البطالة عبر توفير فرص عمل حقيقية للشباب، خصوصًا حاملي الشهادات.
– العناية بالفئات الفقيرة ووضع برامج دعم مستهدفة لرفع مستوى المعيشة.
– دعم الصيادين عبر تأمين مستلزمات الصيد بأسعار مُيسَّرة، وتوفير المحروقات بانتظام لتمكينهم من ممارسة مهنتهم دون عوائق مادية، ما يُسهم في رفع دخلهم وانتشالهم من خط الفقر.
– تطوير النقطة الطبية الوحيدة في جزيرة أرواد، عبر تزويدها بالأجهزة الضرورية، وزيادة الكوادر الطبية، في خطوةٍ تُعتبر أولى لمعالجة التهميش الصحي المزمن الذي تعانيه الجزيرة.
أين كنا وأين صرنا؟
وأعرب جنيد عن الفرحة العارمة التي تملكت أهالي طرطوس بهذه الذكرى، مُنقلًا قولهم: “أين كنا وأين أصبحنا؟ نَستطيع اليوم التعبير عن رأينا بحرية، بينما كنا قبل عامٍ نُسجَن أو نُعتقل لمجرد نظرة أو تعليق. أصبحنا نخاف *على* البلد، لا *من* البلد على أولادنا وأموالنا”.
وأكد أن “المرحلة التي قطعتها سوريا خلال عام واحد كانت إيجابيةً وملموسة، رغم التحديات، وتشكل أساسًا لبناء دولة مدنية مستقرة”.
مسيرة زوارق بحرية
وعلى صعيد الاحتفالات، فقد أعلنت جزيرة أرواد عن تحضيرات لحدث بحري رمزي كبير: مسيرة بحرية من 100 قارب: 50 زورق صيد و50 زورق نقل، ستنطلق من مرفأ الجزيرة نحو شاطئ طرطوس، تحمل كل منها الهوية البصرية الرسمية لسوريا الجديدة، مطبوعة بقياس (30×30 سم)، في تعبير بصري موحّد عن الانتماء الوطني والانطلاقة الجديدة.
تزيين المحال التجارية بأعلام الثورة
ولم تقتصر الاستعدادات على الجزيرة؛ إذ بدأ سكان طرطوس وأرواد بتعليق أعلام الثورة وتزيين واجهات المحال التجارية، فيما يُتوقع أن يتجمّع المئات عند الكورنيش البحري العريض في طرطوس، المقابل لجزيرة أرواد، استعدادًا لاستقبال المسيرة البحرية.
ويصف السكان هذا اليوم بـ “أجواء العيد الوطني الكبير”، إذ ستُنظم فعاليات جماعية بعد صلاة الفجر، تبدأ من المساجد وتتجه إلى ساحات الاحتفال، في تكامل بين البُعد الديني والوطني.
وبين الرسائل التنموية والاحتفالات الرمزية، يبرز المشهد في طرطوس وأرواد كمؤشرٍ على تطلعات شعبية واضحة: لا اكتفاء بالحرية، بل سعيٌ حثيث نحو العدالة الاجتماعية، والتنمية المتوازنة، وانصاف المناطق المُهمَلة، في رؤية تتجاوز الانتصار الثوري إلى بناء دولةٍ تحمي كرامة مواطنيها، من أصغر جزيرة إلى أكبر مدينة.














