دير الزور في ذكرى التحرير: مطالب بإعادة بناء الثقة قبل إعادة الإعمار

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أكد أهالي دير الزور، وفي الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا من نظام الأسد السابق، على ضرورة أن تعمل الحكومة السورية الجديدة على تحويل الأقوال والوعود إلى أفعال.

ويشارك أبناء دير الزور إخوانهم في سائر المحافظات السورية فرحة الذكرى السنوية الأولى ليوم التحرير (8 كانون الأول 2024)، الذي شهد سقوط نظام الأسد السابق بعد عقود من القمع والاستبداد.

ورغم كل التطورات فإن دير الزور لم تغب عن اللحظة التاريخية، بل شاركتها بفرح صادق، وبصوت واحد يطالب بدولة عادلة تعيد الاعتبار لكرامة المواطن وحقوقه.

العمل أولًا والشعارات لاحقًا

إذا كانت الاحتفالات تعبر عن الفرح بالحرية، فإن ما يشغل بال أهالي دير الزور اليوم هو المستقبل؛ فالمواطنون لا يكتفون بالاحتفاء بما تحقق، بل يطالبون بترجمة تلك الحرية إلى واقع ملموس من العدالة والتنمية.

يقول الناشط المجتمعي مثنى الخرابة في حديث لمنصة سوريا 24: “دير الزور بحاجة إلى تدخل عاجل، وتنظيف شامل من جذور الفساد، ويد قوية تضع حدا للعبث الذي استشرى في مؤسساتنا لسنوات”.

ويضيف: “نحن نريد دولة تحترم المواطن، لا تلزمه بالعيش في منطق المحسوبيات والتبعيات، ونؤمن أن الدولة قادرة على التطهير، وقادرة على وقف كل من يتاجر بمعاناة الناس”.

ويجمل الخرابة أبرز الأولويات الملحة في ثلاثة محاور أساسية:

وقف عودة ممارسات الفساد التي استشرت في مؤسسات المحافظة لسنوات طويلة.
إعادة تأهيل البنية التحتية، وبخاصة في ريف دير الزور، الذي طاله الإهمال والتهميش، وبناء الثقة مجددًا بين المواطن ومؤسساته، عبر آليات شفافة للمساءلة والمحاسبة.

ويختتم دعوته بعبارة رمزية تعبر عن روح المرحلة: “دير العز يجب أن تعود عزا حقيقيا، لا مجرد اسم يردد”.

فرحة شعبية واسعة

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى ليوم التحرير، أشار الخرابة إلى أن شوارع دير الزور امتلأت بفرح عفوي، وعبارات صادقة تشكر الله تعالى على ما وصفوه بالخلاص من النظام البائد.

ويؤكد الخرابة أن هذه الفرحة هي شعبية خالصة، وأن لسان حال الجميع واحد: “الحمد لله الذي خلصنا وحررنا”.

ولفت إلى أن التحرير لم يتحقق بفضل جهة أو فرد، بل بإرادة شعبية جارفة: “وليس لأحد فيه منة”.

تحركات خدمية أولية لكن الطموح أكبر

واستعدادًا للاحتفالات، انطلقت منذ اليوم أعمال نظافة واسعة، وترحيل الأنقاض من مناطق متفرقة في المدينة، إلى جانب تحضيرات لفعاليات خدمية وتعليمية.

كما أعلنت مديرية نقل الركاب عن تقديم خدمات النقل المجاني للمشاركين في فعاليات عيد التحرير، في محاولة لتسهيل الحركة وتشجيع المشاركة الجماعية.

إلا أن هذه المبادرات، وإن كانت إيجابية، فإنها تبقى، حسب الأهالي، غير كافية ما لم تترجم إلى خطة تنموية شاملة تعالج جذور المشكلات المزمنة: من استقرار التغذية الكهربائية وتأمين مصادر مياه صالحة للشرب، إلى توفير فرص عمل حقيقية للشباب، وضمان العدالة في توزيع الموارد والخدمات بين المدينة والريف.

مقالات ذات صلة