شهدت ساحة المسجد العُمري في درعا، اليوم، فعالية شعبية واسعة احتفالًا بما وصفه الأهالي بـ”فجر التحرير” واقتراب مرحلة جديدة لسوريا، وسط حضور جماهيري كبير وهتافات رفعت الأعلام ورددت شعارات تؤكد وحدة السوريين ودعم غرفة العمليات الجنوبية.
وتكتسب الفعالية رمزية خاصة، باعتبار المسجد العُمري — أحد أقدم المساجد في بلاد الشام — الموقع الذي انطلقت منه أولى مظاهرات آذار 2011، قبل أن تقتحمه قوات الأمن بعد أيام قليلة، مخلفة قتلى وجرحى ودمارًا واسعًا في أركانه. ومنذ ذلك الوقت، أصبح العُمري رمزًا لبداية الثورة وذاكرة مواجهة امتدت لأربعة عشر عامًا.
عام على أبواب التحرير
وذكر مشاركون أن اللحظة الحالية تمثل انعطافة تاريخية بعد عام واحد فقط من المعارك التي كانت تدور على مقربة من أبواب درعا، معتبرين أن “شمس النصر بدأت تشرق فوق سوريا”، وأن هذا الإنجاز جاء بفضل تضحيات الشهداء وصمود الجرحى والمعتقلين.
تضحيات الأهالي صنعت ملامح الجمهورية الجديدة
قال حمزة فهيد، أحد المشاركين في الفعالية، لموقع سوريا 24 إن “قلوب أهالي درعا تتجه اليوم إلى كل أم فقدت ابنها وكل أب صابر”، مضيفًا أن تضحياتهم “شكلت الأساس الذي ولدت منه ملامح الجمهورية الجديدة القائمة على العدالة وسيادة الحق”.
وأكد فهيد أن محاولات تمزيق المجتمع السوري خلال السنوات الماضية “باءت بالفشل”، مضيفًا: “أثبتنا أننا شعب واحد… وانتصار اليوم هو انتصار لكل سوري حر من الشمال إلى الجنوب”.
من جهته، عبّر عمر الحراكي عن فرحته بالمشاركة في إحياء ذكرى التحرير، وقال لموقع سوريا 24 إنّ الاحتفال اليوم يعبر عن عودة المدينة إلى أهلها.
أجواء احتفالية ورسائل للمستقبل
وشهدت الفعالية إشعال “شعلة النصر” في ساحة العُمري، إلى جانب كلمات لعدد من المشاركين شددت على ضرورة بناء دولة القانون والكفاءة، واعتبار كل مواطن شريكًا في إعادة الإعمار وترميم ما خلفته الحرب.
ووفق فهيد، فإن أجواء درعا توصف اليوم بـ”الفرح الكامل”، قائلًا: ”أهل درعا عاشوا سنوات من القتل والتهجير، لكنهم وصلوا الآن إلى لحظة التحرير رغم كل التحديات.. لا توجد ثورة بلا ثمن… وقد تخلصنا من طغاة العصر”.
بداية صفحة جديدة
واختُتمت الفعالية برسائل تضامن وتأكيد على وحدة السوريين، في مشهد يراه المشاركون بداية لمرحلة جديدة لسوريا المنشودة، دولة تُبنى على العدالة والمواطنة والشفافية.








