حلب: سوريون يحتفلون بذكرى التحرير الأولى

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهدت مدينة حلب وريفها أجواء احتفالية واسعة في الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد، حيث عبّر السكان عن تحوّل واضح في المزاج العام بعد عام من التغيير. وفي قلب المدينة، شكّلت ساحة الجابري مركز الاحتفالات الكبرى، إذ تجمّع الآلاف رافعين الأعلام ومرددين الهتافات التي عكست إحساس الحلبيين بعودة الحياة وارتفاع منسوب الأمل بالمستقبل.

يصف المهندس أحمد حجّار ليلة السقوط بأنها كانت “أقرب إلى الحلم”، ويقول لموقع سوريا 24: “رأيتُ الثوار يدخلون المدينة بلطف، ولم يتعرضوا لأحد. لأول مرة نمشي في شوارع حلب بلا خوف، وصار بإمكان الناس العمل دون استدعاءات أو تهديدات”.

أما الدكتورة هبة قصّاب فتشير إلى تغيّر المزاج العام بعد السقوط، وتقول: “صار فينا نحس إنو في مستقبل… صحيح أن الوضع الاقتصادي صعب، لكن في أمل وصار فينا نحكي ونشتغل بلا خوف”.

ويستعيد محمد كنجو لحظة عودته إلى مدينته بعد أربعة عشر عامًا من التهجير: “كنت أعتقد أنني في حلم… يوم ذكرى انتصار الثورة كان كل أهالي حلب في الشارع. التغيير الحقيقي هو الراحة النفسية وتذوّق طعم الحرية”.

وفي اعزاز شمالي حلب، بدت المشاهد الاحتفالية مشابهة. يقول عمر خليل من ثوار المدينة إن شعوره “لا يوصف”، معتبرًا أن التحرير أعاد إلى سوريا حقها الطبيعي في الحرية. بينما يستذكر محمد حج عثمان يوم السقوط: “كان يومًا لاسترجاع الذكريات والبكاء. لم نتخيّل أن نصل إلى دمشق. تذكرتُ والدي الذي توفي قبل أن يشهد هذه اللحظة”. ويؤكد أن “كل شيء أصبح أفضل بعد سقوط الأسد”.

ويرى علاء الدين أن التحسّن لا يُقاس فقط بالأسعار، بل بحرية الحركة والتعبير: “الأسد كان قامعًا للحريات… واليوم نستطيع أن نمشي ونتحرك بلا خوف”، معربًا عن أمله في أن تكون سوريا أفضل.

بعد عام على سقوط النظام، تعكس شهادات أبناء حلب وريفها حالة عامة عاشها السوريون في تلك اللحظة الفاصلة: خليطًا من الفرح والارتياح واستعادة الصوت، وشعورًا بأن المستقبل أصبح احتمالًا ممكنًا بعد أن كان حلمًا بعيدًا. ورغم التحديات الاقتصادية والظروف الصعبة، يبقى القاسم المشترك في أحاديث الناس هو الإحساس بأن صفحة جديدة قد فُتحت، وأن سوريا التي حلموا بها بدأت أخيرًا تتجه نحو واقع مختلف… أكثر عدلًا وكرامة وحرية.

مقالات ذات صلة