شهدت مدينة دير الزور، في الذكرى الأولى لتحرير سوريا وسقوط النظام السابق، فعاليات احتفالية واسعة، رغم ما يزال يطغى على المدينة من دمار كبير في البنية السكنية والخدمية.
إصرار على إحياء ذكرى التحرير
وبرز إصرار الأهالي على إحياء المناسبة، باعتبارها نقطة تحول مفصلية بعد سنوات طويلة من القمع والصراع.
وقال الناشط المدني جمعة عدنان الموسى، من سكان دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، إن المدن السورية لبست الثوب الأخضر ابتهاجاً بتحرير سوريا، مضيفاً أن أعلام الثورة رفرفت في مختلف المحافظات والقرى.
وأوضح أن دير الزور شهدت عروضاً عسكرية، وانتشرت الزينة والأعلام في شوارعها، بينما خرج الأهالي للاحتفال، على الرغم من حجم الدمار وفقدان عدد كبير من أبنائهم خلال السنوات الماضية.
وأشار الموسى إلى أن الأهالي شاركوا في الاحتفال “بعد غياب نصف قرن من الاستبداد”، مؤكداً أن ما يعتبره “انتصار الثورة” شكّل حافزاً واسعاً لاستعادة الفضاء العام.
ولفت إلى أنه توجه إلى قبر شقيقه لقراءة الفاتحة، ثم إلى مقبرة الشهداء برفقة عدد كبير من السكان، في مشهد وصفه بأنه شهد حضوراً كثيفاً واحتفالاً امتد في شوارع المدينة حتى ساعات متأخرة.
وأوضح أن الاحتفالات الشعبية جرت بشكل علني في الساحات والشوارع، حيث انتشرت الأعلام والألعاب النارية، بينما تواجدت دوريات أمنية في محيط المواقع دون تسجيل حوادث أو توترات.
وعود خدمية لإعادة الإعمار
على الصعيد الخدمي، أكد رئيس مجلس مدينة دير الزور، ماجد حطاب، في حديث لمنصة سوريا 24، أن الأولوية في المرحلة الحالية تتمثل في إعادة إعمار الأحياء المتضررة، وتهيئة الظروف لعودة السكان إلى منازلهم.
وقال حطاب: “بالنسبة إليّ، أهم وعد هو إعادة الإعمار وإرجاع الناس إلى بيوتها بدل الغربة والمخيمات. أسأل الله أن يعينني على هذا”.
ويأتي هذا الالتزام في ظل مطالبات شعبية متزايدة باتخاذ خطوات عملية لتحسين البنية التحتية، وتأهيل المرافق المتضررة قبل فصل الشتاء، خاصة في المناطق التي ما تزال تشهد نقصاً واضحاً في الخدمات الأساسية.
يُشار إلى أن احتفالية ذكرى التحرير أُقيمت في الملعب البلدي بمدينة دير الزور، وسط حضور شعبي حاشد من أبناء المحافظة المقيمين والمغتربين، الذين جاءوا من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بهذا اليوم التاريخي.
وتضمّن الاحتفال كلمات للمحافظ والقادة العسكريين، الذين عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بما تحقق من انتصار بفضل “تضحيات الشهداء”.
كما شهدت الساحات حضوراً مؤثراً لأمهات الشهداء. أجواءٌ من الفرح والاعتزاز سيطرت على المدينة، التي احتفظت بذاكرة النضال والتضحية، معلنةً استمرارها في مسيرة الحرية والمجد، وفق ما أعلنه مجلس محافظة دير الزور.








