إدلب: مدرسة بنات كفر سجنة… بلا أبواب ولا نوافذ

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

على وقع ازدياد أعداد الطالبات العائدات إلى مقاعد الدراسة هذا العام، تقف مدرسة بنات كفر سجنة في ريف إدلب الجنوبي أمام واحدة من أصعب مراحلها، إذ يضطر مئات الطالبات للجلوس داخل صفوف غير مجهزة، بلا أبواب ولا نوافذ، وسط برد قاس يزداد يوماً بعد يوم، ما يهدد استمرارية العملية التعليمية ويضع الكادر التربوي أمام تحديات تفوق طاقتهم.

المدرسة، التي يستمر العمل فيها منذ شهرين بهذه الظروف، تستقبل حالياً 356 طالبة موزعات على 19 شعبة صفية، بعضها مدمر بالكامل، فيما يفتقر الطابق الثاني من البناء إلى أي تجهيزات أساسية. وبحسب إدارة المدرسة، فإن الباحة بلا سور، والمراحيض غير صالحة نهائياً، كما أن مبنى المدرسة بشكل عام غير مؤهل مطلقاً.

في مداخلة خاصة لـ”سوريا 24” تقول رندا العيسى، مديرة المدرسة: “هذا حال مدارسنا. رغم الظروف ورغم البرد، ما زلنا مستمرين في العملية التعليمية. الإصرار يغلب الظروف، لكن إن لم يتم التعاون معنا، سنقف عاجزين مستسلمين لهذه الأوضاع”.

وتضيف العيسى أن الطالبات يأتين إلى المدرسة متحديات البرد القارس، رغم أن الصفوف بلا أبواب ولا شبابيك، مؤكدة أن الكادر ذاته يجد صعوبة في تحمل هذه الأجواء.

تتابع: “نحن الكبار ما عم نتحمل، فكيف الطفلة؟ أحياناً تقف أمامي طالبة وتقول لي: أنا بردانة، وما بقدر أعمل شيء. الوضع صعب جداً”.

كما تعاني المدرسة من غياب كامل للخدمات الأساسية، إذ لا تتوفر فيها أي مراحيض صالحة للاستخدام، لا للطالبات ولا للكادر التعليمي، ما يضاعف من العبء اليومي ويخلق مشكلة إنسانية وصحية متكررة داخل الدوام المدرسي. وتؤكد المديرة أن عدم وجود حمامات يضع الطالبات أمام معاناة مستمرة، ويجبر بعضهن على مغادرة المدرسة أثناء الدوام، في مشهد يختصر حجم الإهمال الذي تعانيه مدارس المنطقة.

وفي ظل غياب أي دعم مؤسسي، أطلقت إدارة المدرسة حملة تبرع محلية بمشاركة الأهالي وفعاليات المجتمع، في محاولة لتأمين الحد الأدنى من احتياجات البناء من أبواب، نوافذ، إصلاح كهرباء، وتأهيل مرافق صحية، وذلك لاستكمال الترميم وخلق بيئة تعليمية لائقة. لكن المبلغ الذي جُمع حتى الآن ما يزال غير كاف، بحسب العيسى.

وتوضح المديرة أن قطاع التربية على علم بهذه الأوضاع منذ بداية العام، مؤكدة أن مدارس عديدة في البلدة ما تزال مدمرة وغير مرممة، رغم ترميم ثلاث مدارس سابقاً (ثانوية البنين، ثانوية البنات، ومدرسة الحمزة).

وتتابع: “ما يزال لدينا خمس مدارس غير مرممة، والطلاب يداومون فيها. ملف المدارس سيئ جداً، والوضع يتدهور مع البرد”.

وتلفت العيسى إلى أن المدرسة تلقت بلاغاً يفيد بإمكانية نقل الطالبات إلى مدرسة أخرى في حال لم تتم إعادة تأهيل المبنى الحالي، إلا أن المدرسة البديلة بعيدة، ووضعها ليس أفضل بكثير، ما يجعل خيار النقل غير عملي مع زيادة أعداد الطالبات، خصوصاً الوافدات من المخيمات والمناطق المجاورة.

وتختم مديرة المدرسة رسالتها بدعوة واضحة لدعم المدرسة والحملة الجارية، قائلة: “أطلقنا حملة تبرع لترميم المدرسة، مساهمة كل فرد، حتى لو بسيطة، سوف تحدث فرقاً حقيقياً وتساعدنا كي نستمر ونحافظ على حق البنات بالتعليم في بيئة آمنة”.

ورغم هشاشة الأبنية، وبرودة الصفوف، وضعف الدعم، تواصل إدارة المدرسة والطالبات والكادر التعليمي عملهم يومياً، في مشهد يعكس إصراراً استثنائياً على حماية التعليم في واحدة من أكثر مناطق سوريا تضرراً.

مقالات ذات صلة