تواجه قرية الثورة، الواقعة على الطريق الواصل بين عامودا والقامشلي وتتبع لمدينة القامشلي، تدهورًا واضحًا في خدماتها الأساسية، وفق ما يؤكده سكانها الذين يرون أن القرية بقيت خارج خطط البلديات منذ سنوات طويلة. وعلى الرغم من موقعها الحيوي على أحد أهم الطرق في المنطقة، لا تزال القرية تعاني نقصًا كبيرًا في البنى التحتية وغيابًا شبه كامل للتدخلات الخدمية.
يقول أبو حمود (43 عامًا) في حديثه لـ”سوريا 24″ إن القرية “تُترك منذ تأسيسها بلا رعاية بلدية”، لافتًا إلى أن حال الشوارع يتدهور مع كل موسم مطري، حيث تتحول إلى طين وحفر مائية تعيق الحركة بشكل كبير. ويشير إلى أن الأهالي يواجهون صعوبة في التنقل حتى لمسافات قصيرة، في ظل غياب أي صيانة أو حلول جذرية.
ويضيف أن موقع القرية على طريق عامودا – القامشلي كان من المفترض أن يمنحها أولوية في الخدمات، إلا أن الواقع، بحسب قوله، يعكس إهمالًا ممتدًا أدى إلى تفاقم المعاناة عامًا بعد آخر.
من جهته، يؤكد أبو جمعة أن القرية “لا تملك مترًا واحدًا من الطرق المعبدة”، موضحًا أن الطرق الترابية تتحول إلى برك واسعة عند هطول الأمطار، ما يمنع الكثير من السكان من مغادرة منازلهم أو الوصول إلى أعمالهم. كما يواجه الأطفال صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدارسهم، فيما تبقى مراجعات الأهالي للبلدية دون نتيجة، رغم تحسن الخدمات في القرى المجاورة.
أما أبو ناصر (50 عامًا) فيصف وضع القرية بأنه “تهميش مزمن” ترك سكانها لسنوات طويلة بلا خدمات أساسية. ويشير إلى أن الأهالي اضطروا إلى إنشاء شبكات الصرف الصحي بجهودهم الخاصة، نتيجة غياب أي دور رسمي. ويضيف أن القرية تتحول خلال موسم الأمطار إلى “مستنقع واسع” يجعل قيادة السيارات شبه مستحيلة، ويجبر الموظفين والطلاب على البقاء في منازلهم.
ويؤكد أبو ناصر أن مطالب السكان لا تتجاوز حدود ما هو أساسي، ومنها تعبيد الطرق وتنظيم الشوارع وتأمين بنية تحتية مناسبة تخفف من المعاناة التي تتجدد كل عام، مشيرًا إلى أن الجهات الرسمية لم تُظهر حتى الآن أي استجابة لمطالبهم المتكررة.
وبحسب الأهالي، تبقى قرية الثورة نموذجًا لمعاناة القرى المهمشة التي تنتظر تدخلًا فعليًا يعيد إليها الحد الأدنى من الخدمات الضرورية للحياة اليومية.









