تتجدد شكاوى سكان حي علايا في مدينة القامشلي مع بداية فصل الشتاء، في ظل واقع خدمي مترد يتمثل بغياب التزفيت والبنية التحتية الأساسية، ما حول شوارع الحي إلى مساحات طينية ومستنقعات تعيق الحركة اليومية وتزيد من معاناة الأهالي.
ويؤكد عدد من سكان الحي لسوريا 24 أن الشوارع غير مزفتة بشكل كامل، ولا تحتوي حتى على طبقات بديلة من البحص، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام عند أول هطول للأمطار. وقال أبو رشيد إن الطرقات تحولت مباشرة إلى برك من الطين والمياه الراكدة، لافتا إلى تراكم الأوساخ وانتشار الحفر وجور المياه أمام المنازل، الأمر الذي يمنع السكان من التنقل بسهولة ويجعل الخروج من المنازل أو العودة إليها مهمة شاقة.
وأضاف أن الوضع الحالي يشكل عبئا كبيرا على كبار السن والأطفال والطلاب، الذين يضطرون إلى الذهاب إلى مدارسهم وسط الطين والمياه، محذرا من خطورة استمرار هذا الواقع مع اشتداد الأمطار خلال فصل الشتاء، خاصة في حال وقوع حالات إسعافية أو طارئة يصعب معها دخول سيارات الإسعاف إلى الحي.
من جانبه، أوضح عبد العزيز، 35 عاما، من سكان حي علايا، لسوريا 24 أن معاناة الحي مستمرة منذ سنوات، لكنها تصبح أكثر وضوحا مع كل موسم شتاء. وأشار إلى أن الحي يضم ما يقارب 1300 منزل، ورغم ذلك لا يحظى بأي اهتمام خدمي يذكر، معتبرا أن سكانه يشعرون بالتهميش والإهمال، على الرغم من أن الحي يقع ضمن النطاق الإداري لمدينة القامشلي وليس منطقة ريفية أو نائية.
بدوره، قال جاسم، أحد أهالي الحي، لسوريا 24 إن مياه الأمطار تتجمع أمام المنازل لأيام طويلة دون وجود أي قنوات تصريف، ما يؤدي إلى تلوثها وطفو النفايات فوقها. وأضاف أن الأطفال لم يعودوا قادرين على اللعب خارج المنازل، في حين يعاني الطلاب من صعوبات يومية في الوصول إلى مدارسهم، كما تتعطل السيارات بشكل متكرر بسبب الطين، ما يضطر الأهالي أحيانا إلى دفعها يدويا أو سلوك طرق أطول وأكثر خطورة.
وأشار إلى أن هذه الظروف تزيد من المخاوف الصحية والبيئية، خاصة مع انتشار الروائح الكريهة والحشرات، فضلا عن المخاطر التي تهدد السلامة العامة، مؤكدا أن دخول الحي في حالات المرض أو الطوارئ يصبح شبه مستحيل.
ويطالب أهالي حي علايا بلدية القامشلي والجهات المعنية بالخدمات بزيارة الحي والاطلاع على واقعه الخدمي عن قرب، والعمل على تنفيذ مشاريع تزفيت وتأهيل لشبكات التصريف، وتأمين الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، أسوة ببقية أحياء المدينة، محذرين من أن استمرار هذا الإهمال سيضاعف معاناتهم مع كل منخفض مطري جديد.








