أكد مراسل منصة سوريا 24 في حلب أن حملة “حلب ست الكل” حققت في يومها الأول حصيلة تجاوزت 150 مليون دولار، في واحدة من أكبر الحملات المجتمعية لدعم إعادة الإعمار في سوريا.
وأوضح المراسل أن الحملة، التي انطلقت مساء الخميس، من المقرر أن تستكمل فعالياتها وجمع التبرعات خلالها اليوم الجمعة.
وبحسب مراسل سوريا 24، شهدت الحملة تبرعات نوعية لافتة، أبرزها تبرع رجل الأعمال السوري عبد القادر سنكري بمبلغ 5 ملايين دولار، فيما تعهد سفير أبخازيا بإجراء 50 عملية جراحة عينية بقيمة إجمالية تبلغ 500 ألف دولار لصالح الحملة.
كما أعلن المتبرع محمد الحمد تقديم كيلوغرام واحد من الذهب عيار 24 دعما لأهداف المبادرة.
إطلاق رسمي ومشاركة واسعة
وانطلقت فعاليات حملة “حلب ست الكل” في مجمع الشهباء بمدينة حلب، وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة، وبحضور عدد من المسؤولين في الحكومة، في مقدمتهم وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ووزير الإعلام حمزة المصطفى، ومفتي حلب إبراهيم شاشو، إلى جانب فعاليات اقتصادية واجتماعية وأهلية.
وبعد دقائق من بدء الحملة، تجاوز حجم التبرعات 13 مليون دولار، قبل أن تتسارع وتيرتها بشكل لافت خلال ساعات المساء.
ووفق مراسلنا تجاوز إجمالي التبرعات 100 مليون دولار عند الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي.
محافظ حلب: مرحلة التعافي وإعادة البناء بدأت
وفي كلمته خلال افتتاح الحملة، قال محافظ حلب عزام الغريب إن المدينة تدخل اليوم مرحلة جديدة عنوانها التعافي وإعادة البناء، مؤكدا أن ما تحقق أعاد لحلب وأهلها مكانتهم وكرامتهم بعد سنوات طويلة من المعاناة.
وأشار الغريب إلى أن حجم الدمار في حلب كان غير مسبوق، موضحا أن أكثر من 35 ألف مبنى تضرر بدرجات متفاوتة، بينها آلاف المباني المدمرة كليا، إضافة إلى تضرر نحو ثلث المخزون السكني بشكل كامل أو جزئي، وهي النسبة الأعلى بين المدن السورية.
ولفت محافظ حلب إلى أن المدينة تعد من أقدم المدن المأهولة في التاريخ، والأغنى بالآثار بين المدن السورية، فضلا عن كونها مدينة علم وفكر أنجبت كبار العلماء والمؤرخين، وكانت عبر التاريخ مركزا صناعيا وحضاريا بارزا.
أثر القصف والدمار على المدينة
وأوضح الغريب أن حلب كانت من أكثر المدن استهدافا خلال سنوات الحرب، حيث سقط على أحيائها أكثر من ثلث البراميل المتفجرة التي استخدمت ضد السوريين، ما أدى إلى خروج مئات المدارس عن الخدمة، وتضرر مستشفيات رئيسية، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب من حقهم في التعليم، إلى جانب موجات نزوح واسعة.
وأكد أن حملة “حلب ست الكل” تمثل دعوة مفتوحة لكل من ينتمي إلى حلب أو يحمل محبة لها، من رجال أعمال ومغتربين ومؤسسات ومنظمات، ليكونوا شركاء حقيقيين في إعادة الحياة إلى المدينة.
الشيباني: حلب رافعة الاقتصاد السوري
من جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني أن ما تشهده سوريا خلال عام واحد من تحولات وإنجازات يعكس إرادة الشعب السوري، مشددا على أن حلب كانت وستبقى الركيزة الأهم في الاقتصاد السوري والعاصمة الاقتصادية للبلاد.
وقال الشيباني إن الوجود في الحملة لا يقتصر على التبرع، بل هو حضور احترام وتقدير لمدينة صمدت وكانت الرافعة الحقيقية للسوريين، معربا عن أمله بأن تجمع حملة “حلب ست الكل” ما جمعته الحملات الأخرى في مختلف المحافظات السورية.
وأشار إلى أن تحرير حلب شكل دفعة معنوية كبيرة، أسهمت في استكمال مسار التحرير وصولا إلى دمشق، مؤكدا أن العودة اليوم إلى حلب بعد عام من تحريرها تحمل معاني الفرح والبذل والتكافل.
مقارنة بحملات المحافظات الأخرى
وشهدت محافظات سورية عدة حملات مشابهة خلال الفترة الماضية، كان أبرزها حملة حمص التي جمعت 13 مليون دولار، ودير الزور 30 مليون دولار، ودرعا 44 مليون دولار، وريف دمشق 73 مليون دولار، فيما تصدرت إدلب القائمة بأكثر من 208 ملايين دولار.
آمال بتحسين الواقع الخدمي
ويترقب أهالي حلب أن تسهم حملة “حلب ست الكل” في تحسين الواقع الخدمي والمجتمعي، وإعادة الحيوية إلى الأحياء المتضررة، وتعزيز روح المشاركة والتكافل، بما يواكب مرحلة التعافي وإعادة الإعمار التي تشهدها المحافظة.
وتأتي هذه الحملة استكمالا لمبادرات سابقة أطلقتها محافظة حلب، أبرزها حملة
“لعيونك يا حلب”، في إطار جهود متواصلة للنهوض بالمدينة ومعالجة آثار الدمار الذي خلفته سنوات الحرب.








