الألغام: خطر دائم يطارد المدنيين في ريف حمص الشرقي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

لا تزال منطقة السخنة بريف حمص الشرقي تعيش تحت وطأة خطر مستمر نتيجة الانتشار الواسع للألغام الأرضية والقنابل العنقودية من مخلفات سنوات الحرب، في مشهد يفاقم معاناة السكان ويضع سلامة المدنيين على المحك، وسط مطالب متزايدة بتكثيف جهود الإزالة والتطهير.

وقبل أيام، أُصيب مدنيان من أهالي السخنة جراء انفجار لغم أرضي في منطقة القليع المجاورة للبلدة، وهو لغم من مخلفات الحرب التي خلّفها نظام الأسد السابق، جرى على إثرها نقلهما إلى مستشفى تدمر الوطني لتلقي العلاج اللازم، في حادثة تُضاف إلى سلسلة طويلة من الإصابات المماثلة.

جهود ميدانية تصطدم باتساع رقعة الخطر

وأوضح عبد الله العبد الكريم، المسؤول الإعلامي في الإدارة المدنية بمدينة القريتين، في حديث لمنصة سوريا 24، أن فرق الهندسة التابعة لمديرية أمن البادية، إلى جانب كتيبة هندسة تتبع للفرقة 42 في وزارة الدفاع، تواصل تنفيذ عمليات إزالة الألغام والمخلفات الحربية في محيط السخنة والبادية المحيطة بها.

وبيّن أن اتساع مناطق انتشار الألغام وتوزعها بشكل عشوائي في البادية السورية يشكل عائقًا رئيسيًا أمام عمل هذه الفرق، ويبطئ وتيرة التطهير رغم الجهود المبذولة.

أكثر من 20 ألف لغم في بادية السخنة

وحول حجم انتشار الألغام، أشار المصدر ذاته إلى أن نسبة انتشار الألغام الأرضية في منطقة السخنة تُعد مرتفعة جدًا، لافتًا إلى أن بادية المنطقة تُصنف من بين أكثر المناطق تلوثًا، حيث تنتشر الألغام بطريقة عشوائية وغير منظمة.

وأكد أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 20 ألف لغم أرضي كحد أدنى في بادية السخنة، ما يجعل أي نشاط يومي، من رعي أو تنقل أو بحث عن مصادر رزق، محفوفًا بالمخاطر.

سوريا من أكثر الدول تضررًا من مخلفات الحرب

من جانبه، قال رائد الحسون، مدير إدارة الإزالة في المركز الوطني لإزالة الألغام التابع للدفاع المدني السوري، في حديث لمنصة سوريا 24، إن سوريا تُعد من أكثر الدول تضررًا من مخلفات الحرب بعد 14 عامًا من الصراع، مشيرًا إلى أن أراضيها تحتضن أعدادًا هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأوضح الحسون أن مناطق شرق حمص وتدمر والسخنة وبادية الشام، إضافة إلى ريف حمص الشمالي، تسجل معدلات مرتفعة من حوادث الانفجار، سواء أثناء الرعي أو جمع الكمأة أو الصيد أو ممارسة الأنشطة اليومية، وهو ما يعكس حجم الخطر الحقيقي الذي يواجهه السكان المحليون.

خطط تطهير مرحلية لحماية المدنيين

وأكد الحسون أن المركز الوطني لإزالة الألغام يعمل حاليًا على إعداد خطط مفصلة تستجيب لاحتياجات المناطق الأكثر تضررًا، تمهيدًا لإطلاق عمليات تطهير في المراحل المقبلة.

وتهدف هذه الخطط إلى التخلص التدريجي من الألغام ومخلفات الحرب، والحد من الخسائر البشرية، وتأمين بيئة أكثر أمانًا للمدنيين.

معاناة مستمرة وانتظار للحلول

وبينما تتواصل الجهود الرسمية والميدانية، تبقى معاناة أهالي السخنة شرقي حمص قائمة في ظل بطء عمليات الإزالة وضخامة التلوث بالألغام، ما يفرض تحديًا إنسانيًا وأمنيًا مستمرًا.

ومع كل حادثة انفجار جديدة، تتجدد الدعوات إلى تسريع عمليات التطهير، وتوفير الدعم اللازم للفرق المختصة، حماية للأرواح وحقًا في حياة آمنة طال انتظارها.

مقالات ذات صلة