مع اقتراب حلول راس السنة الجديدة 2026، تعيش مدينة القامشلي اجواء احتفالية تحمل طابعا خاصا هذا العام، حيث يحاول الاهالي التمسك بالفرح وصناعته بوسائل بسيطة، في ظل ظروف معيشية صعبة وارتفاع ملحوظ في الاسعار. وبين زينة الشوارع والانارة المتواضعة، واحتفالات المنازل المحدودة، تبرز رغبة واضحة لدى السكان في استقبال العام الجديد بروح من الامل والتفاؤل.
وفي حديثه لـ سوريا 24، اوضح عيسى ان الاستعدادات هذا العام تقتصر على الضروريات، مشيرا الى ان العائلات تحاول خلق اجواء دافئة داخل منازلها عبر تزيين شجرة الميلاد، تعليق الاضواء، وتحضير بعض الحلويات والضيافة. واضاف ان شراء ملابس جديدة للاطفال، بما في ذلك ازياء بابا نويل، يشكل اولوية لدى كثير من الاهالي بهدف ادخال السرور الى قلوبهم ومنحهم احساسا ببهجة المناسبة.
ولفت عيسى الى ان ارتفاع الاسعار يشكل التحدي الابرز هذا العام، اذ طال الغلاء معظم السلع، من الحلويات والفواكه الى المواد الاساسية مثل السكر والشوكولا والعصائر، ما يزيد من الاعباء على الاسر، ولا سيما ذات الدخل المحدود. ورغم ذلك، يؤكد ان كثيرين يصرون على عدم السماح لهذه الظروف بحرمان اطفالهم من فرحة راس السنة.
من جهته، وصف ابو انس اجواء استقبال راس السنة في القامشلي بانها لافتة وايجابية مقارنة بسنوات سابقة، مشيرا الى ان مظاهر الفرح باتت واضحة في الشوارع والاحياء. واوضح ان الزينة والاضواء تنتشر في مختلف انحاء المدينة، في مشهد يعكس روح التعاون بين الاهالي الذين يشاركون في تزيين الشوارع والاشجار والجدران برسومات والوان مبهجة. واعتبر ان هذه المبادرات الجماعية تعكس حاجة الناس الى الامل بعد سنوات طويلة من الضغوط، مؤكدا ان مشاهد الاطفال وهم يحملون الاجراس ويتجمعون حول الزينة تمنح احساسا بان الحياة ما زالت مستمرة.
وفي زاوية اقتصادية من المشهد، قال ابو محمود، وهو صاحب محل حلويات في القامشلي، ان الحركة في الاسواق موجودة لكنها اقل من الاعوام السابقة. واوضح ان ارتفاع تكاليف الانتاج والمواد الاولية انعكس على الاسعار، ما دفع كثيرا من العائلات الى شراء كميات محدودة او الاكتفاء بالاصناف الاقل تكلفة، في محاولة للموازنة بين متطلبات المعيشة والرغبة في الاحتفال.
وقال ابو جورج لـ سوريا 24 ان فرحة السوريين لن تكتمل ما لم تشهد البلاد تحسنا حقيقيا وتنهض من جديد بعد انتهاء حقبة حكم بشار الاسد، مؤكدا ان تطلعات الناس تتركز على العيش بكرامة وامان واستقرار. واعرب عن امله في ان تكون سنة 2026 بداية مرحلة افضل تحمل قدرا من الراحة للسوريين وتنعكس ايجابا على حياتهم اليومية.
بدورها، قالت ام احمد، وهي ربة منزل من القامشلي، ان الاحتفال هذا العام يقتصر على اجتماع عائلي بسيط، مشيرة الى ان التركيز الاساسي ينصب على اسعاد الاطفال ومنحهم شعورا بالفرح والامان. واضافت ان راس السنة تشكل فرصة لبث الامل في نفوس الصغار، رغم قسوة الظروف المحيطة.
ورغم الغلاء وضيق الامكانات، تعكس اجواء القامشلي مع نهاية العام اصرار اهلها على التمسك بالحياة والفرح كقيمة انسانية اساسية. ومع دخول عام 2026، تتجه امال الاهالي الى مستقبل اكثر استقرارا، وتحسن في الواقع المعيشي، وايام تحمل قدرا اكبر من الطمانينة والامل لابناء المدينة.








